على بعد أيام قليلة من مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، المرتقب انعقاده يوم الأحد المقبل، برئاسة دولة جيبوتي، بطلب من المملكة العربية السعودية، لبحث مسألة التدخلات الإيرانية في شؤون دول الجوار، وبحث سبل التصدي لها، ترقب كبير يلف موقف المغرب من حرب محتملة على إيران، في ظل الدور الذي بات يلعبه في الخليج العربي. ورغم أن المغرب انحاز لدول الخليج ودعمها في تحالف دعم الشرعية في اليمن، وشارك إلى جانب السعودية في ضرباتها الجوية على اليمن، إلا أن خالد الشيا، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الحسن الأول بوجدة، يستبعد، في حديثه ل"اليوم24″، احتمال انخراط المغرب في حرب على إيران، في حال عرضت السعودية هذا الخيار على جامعة الدول العربية، وهو خيار بات وشيكا بالنظر لعدد من المؤشرات. ويضيف الشيات، أن المغرب انخرط في الحرب على اليمن، انسجاما مع مواقفه في دعم الأنظمة الشرعية، أما في حال وصول السعودية لحرب مع إيران، فالمغرب سيكون في وضع محرج، بالنظر لالتزاماته الدولية، واستراتيجيته في نبذ الحروب في المنطقة، وبسن دعمه لدول الخليج العربي والتزامه مع قضاياها والدفاع عنها وعن وحدتها. ويؤكد الشيات، أن المغرب، في حال اضطر لخوض الحرب مع جبهة السعودية ضد إيران، فسيكون في المستوى الحمائي والدفاعي عن السعودي، وليس في صفوف الهجوم، انسجاما مع خياراته في الدفاع عن المجالات الحضارية، وهي مواقف اتخذها في عدد من مناطق العالم. ورغم العلاقات المتوترة تاريخيا بين المغرب وإيران، والتي انفرجت نسبيا مطلع العام الجاري، باستقبال الرئيس الإيراني حسن روحاني لسفير المغرب في طهران، إلا أن الشيات، يرى أن مستوى التوتر على عراقته، لا يصل إلى مستوى اتخاذ المغرب لقرار الحرب ضد إيران، معتبرا أن المغرب، سيكون يوم الأحد المقبل، أمام اختبار "وضع كل بيه في سلة السعودية" في معركتها ضد إيران. يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، طلبت اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب، لمناقشة كيفية التصدي للتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، وتقويضها للأمن والسلم العربي واتخاذ ما يلزم حيال ذلك، فيما أصبحت دول الخلطج تراهن على مواقف المغرب، بعد الدور الذي أصبح يضطلع به في المنطقة الخليجية، وقربه ومشاركته في حل أزمات المنطقة. وسبق للمغرب أن قدم دعما دبلوماسيا، للتحالف العربي في اليمن، أمام مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، ودافع عن العمليات العسكرية التي ينفذها، كما أن المغرب بادر خلال بداية الأزمة الخليجية إلى تحذير قادة مجلس التعاون الخليجي، من أن "أطراف غير عربية أخرى، تحاول استغلال هذه الأزمة لتعزيز تموقعها في المنطقة والمس بالمصالح العليا لهذه الدول" في إشارة ضمنية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.