أكد الرئيس الكاتالوني المعزول كارليس بوتشيمون في مقابلة نشرتها الاثنين صحيفة "لو سوار" البلجيكية، أن حلا آخر غير استقلال منطقته يبقى ممكنا، موضحا انه "يؤيد دائما التوصل الى اتفاق" مع اسبانيا. وقال بوتشيمون للصحيفة "انا على استعداد ودائما كنت على استعداد للقبول بحقيقة قيام علاقة أخرى مع اسبانيا"، مشيرا الى استعداده للنظر في حل آخر غير الاستقلال. وردا على سؤال أجاب "انه ممكن دائما! كنت مطالبا بالاستقلال طوال حياتي وسعيت خلال ثلاثين عاما للحصول على مكانة اخرى لكاتالونيا في اسبانيا". وشدد بوتشيمون على القول "انا كنت على الدوام اؤيد التوصل الى اتفاق"، متهما الحزب الشعبي (المحافظ) الذي يتزعمه رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي بأنه المسؤول عن تنامي الميول الاستقلالية. لكن وزير الخارجية الاسباني الفونسو داستيس رد عليه سريعا مؤكدا أن أي خيار يمر عبر "الانتخابات". وقال داستيس للصحافيين في بروكسل على هامش لقاء لوزراء الخارجية والدفاع الاوروبيين "الخيار للاستقلال يمر عبر انتخابات 21 دجنبر". وتابع "ما يجب على بوتشيمون فعله هو الترشح في الانتخابات ومعرفة الدعم الذي يملكه". وتوجه كارليس بوتشيمون الى بلجيكا بعد اعلان الاستقلال الذي صوت عليه البرلمان الكاتالوني في 27 أكتوبر، وتلاه بعد ساعات إقدام الحكومة المركزية على وضع منطقته تحت الوصاية واتخاذها على الفور قرارا بعزله وعزل حكومته. وكانت حكومة ماريانو راخوي حلت البرلمان ايضا ودعت الى انتخابات في المنطقة في 21 كانون دجنبر، ينوي الزعيم الانفصالي خوضها حتى لو صدرت في حقه مذكرة توقيف من القضاء الاسباني، خصوصا بتهمة "التمرد". لكنه يوضح في المقابلة انه يريد ان يكون مرشح لائحة تحالف مع احزاب اخرى وهذا ما يبدو ان من الصعب تحقيقه في هذه المرحلة. ولا يسجل "الحزب الديموقراطي الاوروبي الكاتالوني" المحافظ الذي يترأسه، نتائج جيدة في استطلاعات الرأي. وقد تخطاه حزب "اليسار الجمهوري في كاتالونيا" الذي تحالف معه ليحكم منذ نهاية 2015، لكنه بات يريد ان يترشح منفردا. وقال بوتشيمون "لن اكون مرشحا إلا إذا توافر تحالف"، موضحا انه يناقش إمكانية الترشح عبر تمثيل مجموعة من الناخبين لا تحمل صفة معينة، لكنها مدعومة من الاحزاب. وكان بوتشيمون صرح في 31 اكتوبر، خلال مؤتمر صحافي عقده في بروكسل، أن من الضروري "إبطاء" عملية الاستقلال لتجنب حصول اضطرابات. وقال "اضطررنا الى تكييف خطة العمل التي وضعناها حتى نتجنب العنف (…) واذا كان ثمن هذا الموقف هو إبطاء تنامي الجمهورية، فيتعين عندئذ ان نأخذ في الاعتبار انه ثمن معقول يجب دفعه في اوروبا القرن الحادي والعشرين". لكن الناطق باسم حزب "اليسار الجمهوري في كاتالونيا" سيرغي سابريا قال الاثنين إن الحكومة الكاتالونية "لم تكن مستعدة" للدفاع عن استقلال كاتالونيا "في مواجهة دولة سلطوية لم تظهر أي حدود قصوى حين اضطرت لممارسة العنف". وتابع في مؤتمر صحافي في برشلونة أن الخيار الوحيد هو "الحفاظ على هذه العملية كعملية سلمية".