كشف محمد خولال، والد التلميذ المتهم بضرب أستاذه في الثانوية التأهيلية سيدي داود بورزازات، أن ابنه يملؤه الرعب في السجن! ماذا وقع لابنك ذلك اليوم في القسم؟ كانت حصة عادية في مادة الجغرافيا، إلى حين طلب ابني من أستاذه أن يعيد شرح فقرة لم يكن قد استوعبها، ولكن الأستاذ سخر من محمد أمام زملائه، فقال له ابني "حشومة عليك تديرلي هكا قدام التلاميذ"، في محاولة منه لمحاورة أستاذه، ولكن الأستاذ للأسف تهجم على محمد وهذا ما أكده لي أيضا زملاؤه، شتمه وأهانه بمهنتي كخضار، وقال له "ولد الخضار الموسخ"، كما شتم والدته في كرامتها، قبل أن ينقض عليه ويعضه في أصبعه، مما استفز ابني بشكل كبير لينهال عليه بالضرب كردة فعل، ولكن للأسف، من صور الفيديو المسرب لم يصوره منذ بداية الشنآن بين الطرفين. وهل تم الكشف عن هوية من صور الفيديو وسربه؟ هي زميلة ابني في القسم، استدعتها الشرطة لسماع أقوالها حول الموضوع، أنا غير منزعج منها لأنها صورت، أنا مسامح لها دنيا وآخرة، ولكن أريد أن تضع بين يدي الشرطة ما سبق المقطع الذي صورته، لأن تلك الأحداث مهمة جدا، وهي التي أوصلت ابني للحالة التي ظهر بها في الفيديو الذي تم تسريبه. وما هي آخر مستجدات القضية؟ ابني الآن متواجد في الإصلاحية، بعد مثوله أمام وكيل الملك وقاضي الأحداث بالمحكمة الابتدائية بورزازات، الذي قرر إيداعه السجن، ومتابعته في حالة اعتقال، وحدد يوم الثلاثاء المقبل أول جلسة لمحاكمته. بعد تسريب الفيديو وتطور الأحداث، ما الذي حدث مع الأستاذ المعني؟ الأستاذ ليس على ما يرام، قيل لي إنه مصاب بمرض يجعل صاحبه في موضع "الباحث عن الضرب"، يعني أنه يستفز الآخر بعنف بهدف أن يقابل ذلك بسادية أكبر، ثم يعود لطبيعته، "هو كايتضرب عاد كيلقى راحته"، والجميع هنا يعرف هذا الموضوع، وهذا بالضبط ما يفسر كونه لم يحرك ساكنا قبل تسريب مقطع الفيديو إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حتى إني زرت الثانوية رفقة زوجتي بعد ذلك لنرى إن كانت هناك تسوية بين الطرفين نقوم بها قبل أن يكبر الموضوع، غير أننا فوجئنا بمدير المؤسسة يخبرنا أن الأستاذ لم يشتك وكان بصحة جيدة ونفسية عالية يوم وقوع الحادثة. هل الأستاذ روى حقيقة ما وقع للشرطة أم أن أقواله تتنافى مع ما قاله ابنك؟ للأسف، هو لم يحك الوقائع كما هي، وكما يرويها أيضا الشهود من التلاميذ الذين يعانون من هذا الأستاذ منذ زمن، بل قال لهم إن ابني محمد "تبسل" عليه، هكذا بدون أسباب أو مبررات، وأنا ضد ما فعله ابني وأدينه بشدة، كان عليه أن يحتكم إلى القانون ويرفع دعوى ضد الأستاذ، ولكن سارت الأمور عكس ما يجب. وعادة، كيف هي طبيعة ابنك في المنزل؟ نحن أناس بسطاء، وابني محمد هادئ ومستقيم في سلوكه، هدفه الأسمى في هذه الحياة هو الدراسة، وأن يحقق ما لم أتمكن أنا ووالدته من تحقيقه، دائما ما كان يعدني بأنه سيرد لي جميل عملي وكدي من أجله ومن أجل إخوته الستة، أنا أكد و"شحال جريت الكروسة" من أجلهم وأرى حماس التعلم في عيونهم، ومحمد مجد في دراسته ونقطه في الثانوية عالية، وبشهادة جميع الجيران وزملائه هو إنسان محترم، وعلاقتنا به يسودها الاحترام والحب المتبادل، فما ذنبه إذن؟ هل تعرضت لمضايقات بعد وقوع الحادث؟ لا أبدا، لدرجة أني زرت ابني في الإصلاحية وطمأنوني عليه وعلى سلامته، وأنهم يعتنون به بشكل جيد، والشرطة استقبلتنا بطريقة جيدة جدا، وقالوا لنا "ولدكم ماتخافوش عليه"، وليطمئنوا قلب والدته أكثر، أرونا طعامه وسريره النظيف، يعني الأمور على ما يرام وحتى المعاملة طيبة. وكيف هي حالته النفسية حاليا؟ خائف جدا، ويمكن أن أقول لك إنه مرتعب، هذا الوضع غريب عنه، حاولت طمأنته، لكن الدهشة والرعب تمكنا منه، زرته وأخبرني كم هو خائف، وقال لي "بابا كاينين ناس بزاف هنا"، كما أي أب لم أكن أريد أو أتمنى أن أرى ابني في هذا الوضع أبدا وهو لا يستحق هذا، مستقبله على المحك.