أصبحت رضيعة لم يتجاوز عمرها 6 أشهر محور حديث ونقاش في الجزائر، بعد أن ظهرت في مقطع فيديو وهي في طريقها إلى أوروبا على متن أحد قوارب الهجرة غير الشرعية رفقة مجموعة من الشباب، في مشهد اهتزت له مشاعر العديد من الجزائريين الذين وصف بعضهم هذه الواقعة بالجريمة في حق الطفولة، بينما رأى البعض الآخر أنها تعكس واقعا مريرا. وأظهر مقطع فيديو وقع تداوله، أمسالثلاثاء، على مواقع التواصل الاجتماعي الرضيعة وهي تتوسط مجموعة من المهاجرين الشباب على متن قارب وبين ذراعي أحدهم يبدو أنه والدها الذي كان يعانقها قائلا: "انظروا لأصغر مهاجرة سرية"، فيما لا توجد أي امرأة بين المهاجرين. وتعليقا على ذلك، دعت الناشطة نايلة أنينوس، السلطات إلى إلقاء القبض عليهم لتعريضهم حياة طفلة صغيرة للموت، بينما استغربت سمية عجّال من إقحام الأطفال الرضع في "ظاهرة الهجرة غير الشرعية القاتلة"، قائلة: "حتى الرضع لم يسلموا من ركوب قوارب الموت، ما ذنب هذه الطفلة البريئة حتى يتم تعريض حياتها للخطر؟". من جهته، اعتبر الناشط عادل بومنديل أن "هذه الرضيعة هي ضحية لتهور الشباب الذين لا يعرفون معنى المسؤولية ولا الأبوة"، بينما ذهب يوسف بن سهلة إلى أن استغلال الرضع والغامرة بهم في رحلات الهجرة هو الطريقة الجديدة الذي أصبح يعتمدها المهاجرون من أجل كسب تعاطف السلطات عند توقيفهم في الخارج. في المقابل، أرجع البعض الآخر استقطاب الأطفال القصر والعائلات إلى رحلات الهجرة السريّة غير مضمونة العواقب، إلى الظروف الاجتماعية والمادية القاهرة التي بات يعيشها بعض الجزائريين خاصة الشباب منهم، والتي تدفعهم إلى المغامرة بحياتهم وحياة أبنائهم بحثا عن مستقبل أفضل، معتبرين أن هذه الطفلة الرضيعة تعكس حجم الإحباط واليأس الذي وصل بالبعض. ويقول في هذا السياق الناشط باديس دروش: "لا أحد مستعد لأن يغامر بحياته وحياة أبنائه ويهرب من بلده لو توفرت له كل شروط العيش الكريم في بلاده. مشهد ظهور رضيعة صغيرة في رحلة هجرة غير شرعية ينبغي قراءته من زاوية أخرى وهي محاولة عائلتها تمكينها من مستقبل أفضل في دولة أخرى تعطي كل الحقوق للأطفال القصر المهاجرين وتمنحهم كل الرعاية اللازمة".