دعا كارلس بودجمون، زعيم إقليم كطالونيا، اليوم الأحد، إلى الهدوء قبل أقل من 24 ساعة من انقضاء مهلة حددتها الحكومة المركزية في إسبانيا لتوضيح ما إذا كان أعلن استقلال الإقليم أم لا. وأعلن بودجمون استقلالا رمزيا للإقليم، مساء الثلاثاء، لكنه علقه بعدها بثوان داعيا للتفاوض مع مدريد. وأعطاه رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي مهلة حتى يوم الاثنين لتوضيح موقفه تليها مهلة حتى الخميس لتغيير رأيه إذا كان مصرا على الانفصال. وهدد راخوي بتعليق الحكم الذاتي في كطالونيا إذا اختار بودجمون الاستقلال. وقال بودجمون، خلال مراسم في مقبرة مونتخوي في برشلونة "حكومة (كطالونيا) وأنا نرغب في أن نجدد التزامنا بالسلام والتحلي بالكياسة والهدوء وأيضا بالديمقراطية كأساس لاستلهام القرارات التي نتخذها". وأضاف: "في تلك الساعات الصعبة من الأمل لكطالونيا.. دعونا نتخذ موقفا واضحا ضد العنف ولصالح الرقي والأمل والهدوء والاحترام". ورغم أن بودجمون لم يشر إلى الكيفية التي سيرد بها على مدريد فقد ذكرت محطة (تي.في-3) العامة في كطالونيا أنه لن يعطي إجابة قاطعة بنعم أو لا لكنه سيقدم ردا أكثر إسهابا. وقالت الحكومة الإسبانية إنها ستتولى السيطرة على الإقليم إذا اتسم رد بودجمون بالغموض. وقال خوان إجناسيو ثويدو وزير الداخلية الإسباني لراديو (كوبي) أمس السبت "يجب أن تكون الإجابة دون أي غموض. عليه أن يقول نعم أو لا". ويواجه بودجمون، الذي يتشاور مع الأحزاب المحلية للإعداد للرد على مدريد، مشكلة عويصة. فإذا قال إنه أعلن الاستقلال بالفعل فستتدخل الحكومة المركزية، وإذا قال إنه لم يفعل فسيسحب على الأرجح حزب ترشيح الوحدة الشعبية المنتمي لأقصى اليسار تأييده لحكومة الأقلية الحاكمة في كطالونيا. وتقول حكوم كطالونيا إن 90 بالمئة ممن أدلوا بأصواتهم أيدوا الاستقلال في الاستفتاء الذي أجري في الأول من أكتوبر ووصفته مدريد بأنه غير مشروع وقاطعه أغلب المعارضين للاستقلال مما خفض نسبة الإقبال على التصويت إلى نحو 43 بالمئة. ووفقا للبند 155 من دستور إسبانيا يمكن للحكومة المركزية تعليق الحكم الذاتي السياسي للإقليم إذا انتهك القانون. ولم ي فع ل هذا البند، الذي يمكن راخوي من إقالة حكومة قطالونيا والدعوة لانتخابات محلية، منذ إقرار الدستور في عام 1978 بعد رحيل الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو. وذكرت صحيفة الموندو اليوم الأحد أن تفعيل هذا البند يعني أن الحكومة المركزية ستستبدل حكومة قطالونيا بهيئة جديدة لإدارة الإقليم قد يديرها سياسيون أو تكنوقراط، على أن يتم إجراء انتخابات خلال ثلاثة أشهر.