بدأ مؤيدون لاستقلال إقليم كطالونيا في احتلال مراكز اقتراع، اليوم الجمعة، بما يفتح الباب لمواجهة محتملة مع الشرطة، التي تلقت أوامر بطردهم بحلول يوم الأحد لضمان عدم إجراء تصويت في استفتاء على الاستقلال. وأصرت الحكومة المركزية اليوم الجمعة على أن التصويت لن يتم. وقد أرسلت آلافا من رجال الشرطة لتعزيز قواتها في المنطقة لمنع الناس من التصويت. وقال زعيم إقليم كطالونيا كارلس بودجمون، لرويترز في مقابلة اليوم الجمعة: "كل شيء جاهز في كل مراكز الاقتراع التي يزيد عددها عن ألفين. هناك صناديق الاقتراع وبطاقات التصويت وفيها كل ما يحتاج الناس للتعبير عن رأيهم". وبدأ الناس في الاستعداد للتخييم داخل مراكز الاقتراع لتحدي أوامر من المحكمة بإغلاقها وبدت معنوياتهم مرتفعة. وقال أحدهم ويدعى هيكتور "نريد أن نتأكد أن المدرسة ستظل مفتوحة لأنشطة في الليل إذ قد يأتوا لطردنا وإخلائها. ستكون هناك أسر تنام فيها أو أشخاص في الشارع". وقال قائد شرطة كطالونيا إن الضباط أمروا بإخلاء مراكز الاقتراع وإغلاقها بحلول السادسة من صباح الأحد قبل الموعد المقرر لبدء التصويت في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي من ذات اليوم. وقالت مذكرة داخلية نشرتها صحيفة "لا فانجارديا" إن قائد الشرطة قال إن القوة لن تستخدم إلا كملاذ أخير. وقالت المذكرة، التي أكدت متحدثة باسم الشرطة محتواها "في كل الأوقات قبل استخدام القوة عليكم أن تأخذوا في الاعتبار العواقب المحتملة من مثل هذا العمل من الشرطة لتجنب التصعيد في هذا الموقف خاصة في حالة وجود أطفال ومسنين وأشخاص آخرين ضعفاء بين الحشد". وعرض مسؤولون في الإقليم، في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة، أحد صناديق الاقتراع البلاستيكية البيضاء التي تحمل شعار الحكومة الإقليمية. وقال بودجمون إن أكثر من ستة آلاف منها مخبأ في موقع سري. ودعا مؤيدو انفصال الإقليم الناس إلى الإقبال على التصويت كتعبير جماعي عن "المقاومة السلمية" حتى وإن منعوا من التصويت. وقال بودجمون "لا أعتقد أن أحدا سيستخدم العنف أو سيحرض على العنف بما يشوه الصورة السلمية لحركة استقلال قطالونيا التي لا غبار عليها". وظلت مدريد مصرة على معارضة التصويت وتقول إن الدستور ينص على أن البلاد غير قابلة للتقسيم، لكنها عبرت أيضا عن أملها في أن يمر يوم الأحد بسلام. وقال ميندز دي فيجو المتحدث باسم الحكومة المركزية، في مؤتمر صحفي، بعد اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء "أصر على أن الأول من أكتوبر لن يشهد إجراء استفتاء" مكررا القول إن التصويت غير مشروع. وقال إن منظمي الاستفتاء سيواجهون تهما جنائية إذا واصلوا سعيهم. ونزل مئات الآلاف في كطالونيا إلى الشوارع في الأسابيع الماضية للاحتجاج على حملة مدريد لمنع إجراء التصويت. وصادرت الشرطة آلاف أوراق الاقتراع وفرضت المحاكم غرامات على مسؤولي الإقليم وهددت باعتقالهم. وقالت الحكومة المركزية إن قيودا ستفرض على المجال الجوي لبرشلونة بشكل جزئي. ودعا بودجمون الشرطة الإسبانية إلى التصرف بصفة مهنية لا بصفة سياسية أثناء أداء مهامها يوم الأحد. وقال "أود أن يستخدموا المعايير ذاتها التي تستخدمها (شرطة إقليم قطالونيا). ليست معايير سياسية ولا أوامر سياسية، وإنما معايير الشرطة والمهنية".