يبدو أن المشروع الملكي "الرباط مدينة الأنوار، عاصمة مغربية للثقافة" الذي رصد له 9.4 مليار درهم، لازال يعرف تعثرا في عدد من المشاريع، إذ بالرغم من أننا على مشارف سنة 2018 التي حدد فيها الانتهاء من الأوراش، التي تم فتحها في مجالات تعزيز البنيات التحتية والتجهيزات والخدمات الأساسية، لازال هناك مجموعة من النقط السوداء في مشروع التأهيل الحضاري للمدينة، والتي لم يستطع مسيرو مدينة الرباط القضاء عليها. الهشاشة والفقر تعتبر أهم النقط السوداء رغم الجهود المبذولة، غير أنه لم يستطع الحد منها بل هي في تزايد مستمر، فحسب التقرير النهائي لبرنامج التنمية لعمالة الرباط، فإنه تم رصد وجود معدلات متزايدة للفقر والهشاشة في بعض المقاطعات. وتوضح المؤشرات ارتفاع البطالة واستمرار الأمية لاسيما بين النساء في مقاطعة اليوسفية، بالإضافة إلى الانقطاع عن الدراسة بشكل مبكر في مستوى الإعدادي والثانوي. التقرير كشف أنه تم تسجيل عجز كبير متمركز في بعض المجالات الترابية، إذ تضم مقاطعتا يعقوب المنصور، واليوسفية اللتان تمثلان 20 في المائة من ساكنة المدينة، (تضم) نسبة 86 في المائة من الساكنة تعيش في وضعية صعبة. كما رصد استمرار دور الصفيح، حيث أن ساكنتها تقدر ب 9 آلاف أسرة، فيما يصل عدد المنازل المهددة بالسقوط ب 7 في المائة منزل في المدينة القديمة، و 9 في المائة بدواوير اليوسفية. واعترف المجلس أنه عاجز عن القضاء على هذه الظاهرة، بسبب الصعوبات المرتبطة بالترحيل، والتعويض ووجهات إعادة الإسكان. تحدي آخر برز مؤخرا، بفعل تزايد عدد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، واللاجئين السوريين، فبالرغم من التزام المغرب بتسوية وضعية عدد من المهاجرين وإدماجهم، إلا أن تسوية الوضعية لم تواكبه برامج إدماج لهذه الفئة، فحسب التقرير، فهؤلاء المهاجرين يتواجدون أساسا في المقاطعات الفقيرة كيعقوب المنصور واليوسفية، والمبادرات الموجهة لهم لازالت ضعيفة، وهو ما دفع مجلس العمالة في التفكير في إحداث مركز استقبال لفائدة المهاجرين يؤدي وظيفة الحماية والإيواء والتكوين. من جهة أخرى تعاني "العاصمة الأنوار"، من تراجع الأنشطة الاقتصادية وفقدان مناصب الشغل، وذلك يعود بالأساس إلى ضعف تطور العمل في القطاع الخاص، وفقدان مناصب الشغل التي كان يوفرها القطاع الصناعي، وفسر التقرير انخفاض اليد العاملة بوجود ثلاث مناطق صناعية، فقط، تعاني من سوء التجهيز، بالمقابل يعرف القطاع غير المنظم تزايدا خصوصا في قطاع التجارة والخدمات. في سياق متصل، اعتبر "محمد مهيدية" والي جهة الرباط-سلا-القنيطرة، وذلك في كلمة له أثناء تقديم حصيلة أشغال مجلس عمالة الرباط، صباح أمس، أنه رغم الجهود المبذولة على مستوى المدينة، غير أنها لازالت تعاني من عدد من المشاكل، أولها إشكالية النقل، التي قال عنها مهيدية أنها من النقاط السوداء التي تعيق برنامج التنمية في العاصمة الرباط، وفضلا عن المشاكل النقل، تعاني العاصمة من مشكل الباعة المتجولين واحتلال الملك العمومي، حيث أكد هذا الأخير، أن هذه المشاكل يجب أن تستحوذ على 80 في المائة من انشغالات مجلس العمالة الرباط. وبخصوص قطاع النقل في العاصمة فقد أعلن مهيدية، عن فك جماعة الرباط العقد من شركة "ستاريو" الفرنسية، التي كانت مسؤولة عن النقل الحضري في عمالة الرباط، مشيرا إلى أن الولاية تعمل على تجديد أسطول النقل، ومن المرتقب أن يعلن عن طلب عروض للشركات الراغبة في إمساك قطاع النقل في المدينة.