بعد ما يقارب السنتين من إقرار الحكومة لنظام تحرير قطاع الحروقات، وربط أسعاره بشكل مباشر بثمن برميل النفط في السوق الدولية بدل نظام استقرار الأسعار الذي كان معمول به من قبل، عاد موضوع المحروقات للواجهة مع بداية هذا الأسبوع، بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في ثمن الكازوال، مخلفا حالات تذمر و استياء عارم وسط المستهلكين استقرار مصاريف التكرير و زيادة مصاريف البيع وفي الوقت الذي أكدت فيه المندوبية السامية للتخطيط في مذكرتها الإخبارية الأخيرة نهاية الأسبوع الماضي بأن تكلفة تصفية، وتكرير البترول في المغرب لا تزال مستقرة، ولم تعرف أي ارتفاع، خلال الشهور الأخيرة، استفاق المغاربة على استمرار ارتفاع أسعار المحروقات بمستويات قياسية، قاربت درهم مطلع الأسبوع الجاري، بعد أن كانت الزيادات و الانخفاضات لا تتعدى بضع سنتيمات. تخفيف عبء الدولة و إثقال لكاهل المواطن كان الهدف من تحرير أثمنة المحروقات الذي دشنته الحكومة السابقة هو رفع الثقل الكبير الذي كانت تمثله كلفة الدعم على المالية العمومية و على صندوق المقاصة الذي كانت تعتبر الحكومة أنه يمتص مواردها، وتوجيه جزء منه نحو القطاعات الاجتماعية و الدعم المباشر للفئات الهشة، إلى جانب السعي إلى تنظيم القطاع وتشجيع المنافسة، و استفادة المستهلك من انخفاض ثمن البرميل. اليوم، عاد هذا الموضوع برصد حالات من التذمر والاستياء العارم يعبر عنه المستهلكون والمهنيون استقت اليوم 24 أراءهم. و يرى عدد من المستهلكين المتضررين من ارتفاع أثمنة المحروقات أن تحرير أسعار هذا القطاع الحيوي، خفف عبء الدولة و أثقل كاهل المواطن، مدخلا إياه في حالة تيه مع عدم القدرة على تحديد الجهة المسؤولة عن الارتفاع في الأسعار، حيث تتقاذفه الحكومة التي أخلت مسؤوليتها بتحرير الأسعار، و الموزعين الذين يحملون الدولة مسؤولية عدم الاستقرار الذي يعيشه سوق المحروقات منذ تحريره. ارتفاع الأثمنة و استقرار الرواتب في الوقت الذي تستمر فيه أسعار المحروقات في الارتفاع، مؤثرة بشكل مباشر على القدرة الشرائية، استنكر عدد ممن استقى الموقع آراءهم استمرار الارتفاع الذي يصفونه بالمهول، والذي يمتص جيوب المواطنين، معتبرين أن هذا الاضطراب بدأ يظهر تأثيره كذلك على أثمنة المواد الاستهلاكية، مقابل استقرار المرتبات، ما يولد عجزا في ميزانيات الأسر المهنيون في مرمى حجر الزيادات ما تكاد تسال أحد مهنيي النقل عن رأيه في ارتفاع سعر المحروقات، حتى يتحلق عليك إخوته في المهنة، كل يصرخ بهمه و يشكي تضرره، مجمعين على أنهم الحلقة الأضعف في السلسلة، حيث تكبدهم الزيادة الأخيرة في أثمنة المحروقات زيادة في مصاريفهم اليومية تقارب 80 درهم يوميا، في ظل استقرار أثمنة وسائل النقل رغم زيادة مصاريفهم، تبرير أرباب سيارات الأجرة الزيادة في أثمنة بعض الرحلات مباشرة بعد تحرير القطاع بسبب رفع محطات الوقود لتلك الأثمنة، يقابله سعي من أرباب هذه الأخيرة إلى نفي أي مسؤولية عنهم في رفع الأسعار، مقابل تأكيدهم على أن المسؤولية تتحملها شركات التوزيع . آمال المتضريين معلقة على أعتاب البرلمان و تزامنا مع الارتفاع الأخير في أثمنة المحروقات، ينتظر أن تبدأ اللجنة البرلمانية المؤقتة حول أسعار المحروقات عملها بحر الأسبوع الجاري، برئاسة عبد الله بوانو، بعد أن استكملت هياكلها بعضوية 13 نائبا، وسط انتظارات كبيرة تعلقها فئات عريضة من المستهلكين المغاربة، لتحديد المسؤولين عن الزيادات المتتالية للأسعار. وحسب المقتضيات الجديدة للنظام الداخلي لمجلس النواب، المتعلقة بتعديل المادة التي تهم إحداث لجان مؤقتة للقيام بمهام استطلاعية، فقد حدد النظام الداخلي للمجلس آجل شهرين لاستكمال مهمة اللجنة المؤقتة، لتقديم خلاصات عملها أمام المجلس.