رغم اشتغالها في المغرب لأكثر من سنتين، وأمام أعين السلطات، إلا أن سيارات خدمة "أوبر" تعرف مطاردات هوليودية في شوارع من طرف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة، آخرها الحادث الذي عرفته مدينة الدارالبيضاء، ليلة أمس، عندما حاصرت أكثر من 10 سيارات أجرة، سيارة أوبر، التي كانت تقل أم وطفلها. حوادث "أوبر" مع سائقي طاكسيات الأجرة مستمرة منذ انطلاقها عملها في المغرب، والمطاردات في الشوارع لا تتوقف، ففور اكتشاف سائقي "الطاكسي صغير" لإحدى سيارات "اوبر" في الشوارع، حتى تتم ملاحقتها وحصارها، دون الاكثرات للزبائن. وانطلقت خدمات "أوبر" في المغرب، بالاعتماد على تقنية الهواتف الذكية، من أجل الربط بين الزبائن والسائقين، سنة 2015، في مدينة الدارالبيضاء، لكن سرعان ما بدأت تنتشر في الرباط العاصمة والمدن المجاورة لها. ويهدف تطبيق "أوبر"، حسب الشركة إلى جعل التنقل للأفراد عملية سهلة وبسيطة وآمنة، عن طريق ربطهم بشبكة عملاقة من السيارات الحديثة المكيفة والآمنة مع سائقين ماهرين ومحترفين، يمكن الاعتماد عليهم لتوصيلهم من أي مكان وإلى أي مكان بضغط زر وبسهولة وأمان وبسعر مناسب. واستطاع تطبيق "اوبر" استقطاب 12 ألف سائق منخرط في المنصة منذ انطلاقها سنة 2015، من ضمنهم 500 سائق نشيط، حيث تفرض الشركة عليهم بأن يكونوا مهنيين وغير ذي سوابق قضائية ويتوفرون على سيارات جيدة، كما انخرط في التطبيق حوالي 140 ألف مغربي من ضمنهم 15 ألف راكب نشيط. وفي الوقت الذي يعتبر فيه سائقي سيارة الأجرة الصغيرة، أن سيارات "أوبر"، تهديد مباشر لمورد رزقهم وقوت يومهم في المغرب، أعلنت هيأة النقل في العاصمة البريطانية، لندن، أنها لن تقوم بتجديد ترخيص شركة "أوبر" المشغلة للنقليات في لندن، لأنها "غير مناسبة وملائمة" للعمل في المدينة. واعتبرت هيئة النقل اللندنية، أن توجه الشركة الذي يتيح طلب السيارات الخاصة للتنقل مع أشخاص عاديين، معتبرة أنه تم التبليغ عن ارتكاب العديد من الجنوحات والجرائم الجدية، وأن الشركة تستخدم تطبيقا لا يتيح الرقابة عليه. وأعلن عمدة لندن، صديق خان، إنه "يدعم بشكل مطلق" هذا القرار بعدم تجديد الترخيص ل"أوبر" والذي ينتهي في 30 من شتنبر الجاري، مؤكدا أنه يتوجب على كافة الشركات أن تخضع للقوانين والمعايير الرفيعة التي تضعها المدينة، بالأخص "عندما يدور الحديث عن حماية وسلامة الزبائن". من جهتها كشفت شركة "أوبر"، إنها تنوي الاستئناف على القرار مباشرة للهيئات القضائية المختصة، معتبرة أن هيئة النقل في لندن وعمدتها "وعدد صغير من الناس يريدون تقييد إمكانية اختيار الزبون. وإذا تمت المصادقة على هذا القرار، فهو سيضع نحو 40 ألف سائق مرخصين معطلين عن العمل، ويمنع سكان لندن من راحة التنقل الوفير عبر خدمة أوبر". وباتت شركة "أوبر" العاملة في أكثر من 60 بلدا من أسرع الشركات الناشئة في العالم نموا، وقد أدى انتشارها وإقبال الجمهور على خدماتها إلى نشوء نزاعات مع سائقي سيارات الأجرة التقليدية تجلت خصوصًا عبر إضرابات واسعة النطاق شملت مدنا عدة.