بشكل مفاجأ أعلنت اللجنة الجهوية للانتخابات الجزئية التابعة للبيجيدي بدائرة تطوان عن إلغاء المهرجان الخطابي الذي كان سيؤطره غدا الثلاثاء الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الاله بنكيران، ما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الإلغاء وما إذا كان مرتبطا بضغوط تعرض لها بنكيران من داخل حزبه أم بضغوط من خارج الحزب. مرشح الحزب في تطوان محمد إدعمار قال لموقع حزبه أن المهرجان الخطابي الذي كان مبرمجا الثلاثاء 12 شتنبر في المسرح البلدي بالهواء الطلق، تم إلغاؤه «لأسباب تقنية وموضوعية»، نافيا وجود أي ضغط أو تدخل خارجي من أي جهة بما فيها السلطة، مشيرا أن هذه الأخيرة قد رخصت كتابيا للمهرجان. لكن توضيح إدعمار زاد الأمر غموضا خاصة أنه لم يوضح «الأسباب التقنية والموضوعية». بعض المصادر تتحدث من جهة أخرى عن كون أن بنكيران خضع لضغوط من قيادات في حزبه حتى لا يحضر المهرجان، وذلك في سياق ترتيبات المؤتمر القادم للحزب. فحضور بنكيران في حملات الانتخابات الجزئية مستفيدا من شعبيته من شأنه أن يعزز المطالب داخل الحزب بمنحه ولاية ثالثة، كما أن بعض تصريحات ينكيران في التجمعات باتت تثير ردود فعل داخل الأغلبية الحكومية، مثل حديثه في ملتقى الشبيبة في فاس عن «مول الغاز» ما أغضب عزيز أخنوش. مصدر قريب من ادعمار قال ل»أخبار اليوم»، إن إلغاء المهرجان الخطابي «تقدير داخلي»، وأن هناك «توافق داخل الحزب من أجل التقليل من خرجات بنكيران الإعلامية والتواصلية مع أعضاء حزبه»، حتى لا يتم اعتبارها بمثابة «تعبئة» لصالحه خصوصا بعد الدعوات الولاية الثالثة في المؤتمر المقرر في دجنبر. مصدر قريب من بنكيران قال ل»أخبار اليوم» أن هذا الأخير تراجع عن حضور المهرجان بعد موافقته المسبقة على حضوره، وأن موقفه حاليا يرجح»عدم الرغبة في الظهور في الحملات الانتخابية الجزئية كلها». وكانت المحكمة الدستورية قد ألغت المقعد البرلماني لمحمد إدعمار بعد ثبوت استعانته بوسائل عبارة عن ناقلات وحواجز وشاحنات ثبتت ملكيتها للجماعة الترابية التي يرأسها في تنظيم مهرجان في إطار حملته الانتخابية. وقد عاد البيجيدي لترشيحه من جديد في الاقتراع المقرر في 14 شتنبر الجاري، وكان مقرر أن يكون بنكيران أبرز وجوه حملته، قبل أن يقرر الأمين العام فجأة أخذ مسافة مع كل محطات الانتخابات الجزئية القادمة.