شهد سجن مونزا بضواحي مدينة ميلانو الإيطالية، حالة من الاستنفار أمس الأحد، وذلك بعد وفاة سجين مغربي داخل زنزانته بهذه المؤسسة العقابية. وأعلنت نقابة شرطة السجون، في بلاغ لها أن أحد أفراد الأمن عثر على سجين يحمل الجنسية المغربية، ويبلغ من العمر 28 عاماً، ميتاً في زنزانته الليلة الماضية. وتوفي المغربي بعد استنشاقه كمية كبيرة من غاز البوتان ، الذي يتوفر عليه السجناء في زنازنهم في شكل قنينات متوسطة الحجم، يستعملونها لطهي مأكولاتهم أو تسخينها. وتجهل لحد الساعة الأسباب التي أدت إلى استنشاق المغربي لهذا الغاز وإن كان بسبب خلل ما في القنينة أم لرغبته في استعماله كمخدر أو بسبب رغبته في إنهاء حياته والانتحار. وقال "نيكو توتسي" وهو نائب السكرتير الجهوي لنقابة شرطة السجون، في تصريحات صحفية:" السجين توفي بسبب استنشاقه للغاز الذي يسمح القانون للسجناء بالتوفر عليه داخل الزنازن، وقد تدخل حراس السجن، في الوقت المناسب وتم نقل السجين إلى المستشفى، لكنه توفي للأسف، وهذه الوفاة تعيد إلى الواجهة من جديد النقاش حول الظروف المأساوية للسجون". ودعا المسؤول ذاته إلى ضرورة مراجعة بعض الإجراءات المعمول بها داخل المؤسسات السجنية، مثل السماح بالتوفر على الغاز داخل الزنازن، لأن بعض السجناء يستعملونه في إلحاق الأذى بأجسادهم وحتى بأفراد شرطة السجون. من جهته عبر "دوناتو كابيتشي"، السكرتير العام لنقابة شرطة السجون، عن أسفه لوفاة الشاب المغربي، واعتبر أن "وفاة أو انتحار سجين، إفلاس للدولة"، مشيراً إلى أن الإحصاءات في هذه الباب تؤكد أن على الدولة التدخل لوضع حد لهذه المآسي، وقال"كابيتشي " أن شرطة السجون أفشلت 21 ألف محاولة انتحار في أقل من عشرون عاماً، كما حالت دون إيذاء 168 ألف شخص لذواتهم بداخل الزنازن".