تعرض القنصل المغربي بمدينة ألميريا الإسبانية، هشام دحنان، داخل مكتبه، يوم 28 يوليوز المنصرم، لاعتداء جسدي من قبل مهاجر مغربي، بعد دخوله في مناوشات كلامية معه. هذا، وترتب عن هذا الخلاف إصابة السفير بكسر في ذراعه الأيسر. بدورها فتحت السلطات المغربية والإسبانية تحقيقا بهذا الخصوص من أجل معرفة حيثيات الاعتداء على القنصل المغربي، حسب ما كشفته مصادر مغربية ل"أخبار اليوم" بإسبانيا والمغرب. صحيفة "لابوث دي ألميرية" نشرت، كذلك، صورة للسفير المغربي توضح إصابة بكسر خلال احتفاله في القنصلية بمناسبة عيد العرش المنصرم. مصادر إسبانية أوضحت أن المهاجر المغربي المسمى عادل (29 عاما)، والذي كان يقيم مع أسرته الصغيرة في النرويج قبل أن يسافر إلى إسبانيا للعمل في الحقول، حيث سحبت منه الشرطة الإسبانية جواز سفره، واجه السفير بسبب ما سماه "التأخر البيروقراطي في الحصول على جواز سفره". المصادر عينها كشفت أن أول زيارة للمهاجر المغربي عادل إلى قنصلية المملكة بألميرية كانت في فبراير الماضي، من أجل الحصول على جوز سفر جديد؛ حيث طلبت منه وثائق أخرى، منها شهادة الإقامة في مدينة ألميريا". لكن، على ما يبدو، فالمواطن المغربي استشاط غضبا من كثرة الشروط البيروقراطية وتعقد الإجراءات وعدم توقف القنصلية عن طلب الوثيقة تلو الأخرى. موقع "لابوث دي ألميريا" أرجع تأخر حصول المهاجر المغربي على جواز سفره في الوقت إلى كون تحقيق فُتح بالقنصلية، وطلبت معلومات من الرباط، من أجل معرفة ما إذا كانت للشاب (عادل) سوابق عدلية أو ما إذا كانت لديه ارتباطات ممكنة بداعش. في المقابل، تعتقد الجمعية المحمدية للأعمال الاجتماعية وحقوق الإنسان أن المهاجر ليست لديه أي علاقة بداعش، كما أن سلوكه جيد، رغم أنه بدا عصبيا مؤخرا. المغربي عبدالله الزيتوني، رئيس الجمعية المحمدية للأعمال الاجتماعية وحقوق الإنسان بألميريا، أوضح أن النقاش الحاد بين الطرفين يعود إلى أن "القنصل طلب من المهاجر عادل بأن يخبره بحقيقة ما حدث مع جواز سفره، ولماذا فقده". المهاجر أخبره أن الشرطة سحبته منه في مدينة فاليسنيا، وأنه ترك الوثائق الأخرى لمحاميه هناك. أمام هذا الوضع طلب القنصل من عادل أن يمنحه عنوان المحامي من أجل ربط الاتصال به، وأخبره "أنه في حالة لم يتضح كل شيء لن يحصل على جواز سفره"، قبل أن يصرخ عادل في وجه القنصل "هل تلعب معي"، يؤكد عبدالله الزيتوني، الذي شجب العمل الذي قام به المهاجر المغربي تجاه القنصل مهما كان السبب.