وضع محمد يتيم، وزير الشغل، نفسه في موقف حرج، بعد هجومه على وجوه من اليسار، اعتبر أنهم ينظرون لصدام بين البيجيدي والملكية، بسبب دفاعهم عن قراءة مختلفة لسياق تشكيل حكومة العثماني، أثناء مشاركتهم في ملتقى شبيبة البيجيدي بفاس. وقال يتيم: «إذا كانت المناضلة الغيورة لطيفة البوحسيني أو حسن طارق أو عبد الصمد بلكبير لهم رأي آخر، أو كانوا -لا سمح الله- يبحثون في العدالة والتنمية عن ذلك الحزب الذي افتقدوه في اليسار، وفي أمينه العام عن المهدي بنبركة أو أبراهام السرفاتي، فليس حزب العدالة والتنمية الذي، خشية أن ينعت ب‘‘المخزنية''، سيرضى لنفسه أن يضطلع بدور كاسحة ألغام». وأدى هذا الموقف من قبل محمد يتيم إلى رجّة داخل حزبه وخارجه، فقد ردّت لطيفة البوحسيني، القيادية اليسارية، على يتيم بقولها: «كفى فقرا سياسيا، ويتما روحيا، أيها السيد محمد يتيم»، وعبّر عبد الصمد بلكبير، القيادي اليساري والأستاذ الجامعي، في حديث مع «أخبار اليوم»، عن استغرابه تعليقات يتيم، وقال: «أستغرب رد الفعل غير المؤسس على أي مبرر، لأن الذي يعاتبهم أثبتوا خلال زمن طويل مدى تشبثهم بقيم الديمقراطية، التي دفعتهم إلى الدفاع عن حزب العدالة والتنمية في كل الأوقات، وقبل وصوله إلى الحكومة». وكانت أمينة ماء العينين، برلمانية الحزب بمجلس النواب، سارعت إلى الاعتذار إلى الثلاثي، وقالت، عقب نشر مقالة يتيم على الموقع الإلكتروني للحزب: «أول ما فعلته هذا الصباح، هو الاتصال بالصديقين العزيزين حسن طارق ولطيفة البوحسيني للاعتذار»، في تدوينة لها على حسابها بالفايسبوك. أما عبد العزيز أفتاتي، القيادي البارز في الحزب، فقد اعتبر أنه «لم يفهم سبب خرجة يتيم المعاكسة لحقيقة الأوضاع الحالية التي أدت إلى تلاقٍ موضوعي بين المدرستين اليسارية والإسلامية، من أجل الإصلاح ومواجهة الاستبداد». بدوره، اعتبر عبد العلي حامي الدين كلا من «حسن طارق ولطيفة البوحسيني وعبد الصمد بلكبير ومصطفى اليحياوي أصدقاء أعزاء»، مؤكدا أنهم، مثل «غيرهم من أبناء اليسار المغربي الحقيقي، ملكيون حتى النخاع، وديمقراطيون حتى النخاع، ووطنيون حتى النخاع، ومن يريد أن يصورهم كمنظرين للصدام مع الملكية فهو، بالتأكيد، لا يعرفهم جيدا، أو تعوزه الحجة ليدافع عن رأيه، فيلجأ إلى نظرية الشيطنة هربا من النقاش الحقيقي».