بعد عدة أسابيع من الحصار الذي فرضته القوات الأمنية على احتجاجات نشطاء حراك الريف، لاسيما في الحسيمة وامزورن، تمكن النشطاء من كسر هذا الحصار بتنظيم مسيرة ضخمة انسابت بمختلف أحياء امزورن، أمس الأحد. ورغم أن النشطاء أعلنوا عن انتهائها "رسميا" في حدود العاشرة والنصف من ليلة أمس، بعدما انطلقت عمليا في حدود السادسة والنصف، إلا أن المواجهة بين القوات العمومية وبعض شباب الحراك امتدت حتى الثالثة من صباح اليوم الاثنين. وحسب المعطيات التي استقاها "اليوم24" فإنه منذ صباح يوم أمس الاحد طوقت الأجهزة الأمنية كل مداخل وأحياء مدينة امزورن لمنع النشطاء القادمين من خارجها الولوج إليها لمساندة المحتجين داخلها. وعندما دقت حوالي الساعة الثانية زوالا بدأت تتواتر أخبار عن حملة اعتقالات واسعة طالت عددا من النشطاء، لاسيما البارزين منهم، من الذين وقعت عليهم أيدي الأجهزة الأمنية، بعدما انتشرت مختلف القوات الأمنية في مختلف أحياء وأزقة ونواحي المدينة، أبرزهم القوات الأمنية بالزي المدني كانت تراقب عن قرب تحركات المحتجبن. وعند حوالي الساعة السادسة مساء وثقت بعض مقاطع الفيديو لظهور عدة مركبات أمنية محملة بعناصر القوات العمومية تنسحب بالكامل من حي ايت موسى وعمر، التي انطلقت منها المسيرة، بعدما تقاطر في ظرف لا يقل عن 10 دقائق المئات من النشطاء وتفرقوا إلى أربع مجموعات، لتنطلق المسيرة عند السادسة والنصف تجاه باقي الأحد صوب وسط المدينة. وانسابت هذه المسيرة التي انطلقت ضخمة، لم يتوقع حجمها حتى بعض المحتجين أنفسهم الذين تحدثوا ل "اليوم24″، مختلف شوارع مدينة امزورن دون أن يقع أي تدخل أمني، إلى أن بلغت المسيرة وسط المدينة، وتحديدا إلى ساحة يطلق عليها ساحة "عدنبي نسوق"، لتتدخل القوات العمومية لتفريق المسيرة بالقوة. وبعد التدخل الأمني، انطلق المحتجون والقوات الأمنية في الكر والفر، لتواصل القوات الأمنية حملة اعتقالات جديدة في صفوف المحتجبن. وكانت حصيلة الاعتقالات، حسب إفادات النشطاء أنفسهم، واستنادا إلى ما تداولوه على صفحات الفيسبوك، أزيد من 80 ناشطا، نصفهم قاصرين. ورغم المنع، أصر النشطاء على مواصلة المسيرة، التي اعتبروها مسيرة "الوفاء للشهيد عماد العتابي"، التي توفي بعد إصابته في الرأس على إثر تدخل أمني في مسيرة 20 يوليوز بالحسيمة، بعد أن قضى عشرين يوما من الغيبوبة بالمستشفى العسكري بالرباط. واستمرت المسيرة المذكورة بشارع الدارالبيضاء بإمزورن، قبل أن يتم الاعلان عن نهاية المسيرة في نفس الشارع، لتنطلق مواجهة عنيفة بين القوات العمومية والمحتجين، بالكر والفر، داخل الأزقة الضيقة، بتبادل الضرب بالحجارة. ورصدت بعض عدسات الهواتف المحمولة عناصر من القوات العمومية تواجهك المحتجبن بدورها باستعمال الحجارة، ومنهم من رصدته الكاميرا يرشق بعض نوافذ المنازل، حسب ما هو موثق في فيسبوك. واستمرت مواجهات متفرقة في عدة أحياء إلى حدود الساعة الثالثة صباحا، قبل أن تبادر القوات العمومية بالانسحاب، حسب رواية المحتجين.