يبدو أن قرار المجلس الدستوري الأخير والقاضي بإلغاء مقعد حزب الاستقلال عن دائرة مولاي يعقوب بمجلس النواب، زاد من شد الحبل بين حزب الاستقلال و «البيجيدي» إذ باتت معركتهما مقبلة على فصول جديدة من المواجهة استعدادا للجولة الرابعة على أرض مولاي يعقوب، حيث اختار إخوان بنكيران بفاس استباق موعد المواجهة الانتخابية، لتوجيه مدفعيتهم الثقيلة ضد شباط، برفضهم التصويت على الحساب الإداري للجماعة الحضرية لسنة 2013، ومهاجمة الزعيم الاستقلالي وعمدة فاس في ندوة صحفية عقدوها مساء الأحد الماضي. وقدم فريق العدالة والتنمية ببلدية فاس تقريرا قاتما عن الأوضاع العامة بالحاضرة الإدريسية، واستعرض برلمانيوه وقياديوه بالجهة ما أسموه ب «الاختلالات الكبرى التي يعرفها تسيير شؤون مدينة فاس من طرف الاستقلاليين، وعلى رأسهم العمدة شباط»، نتج عنه، بحسب إخوان بنكيران، «تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بالمدينة، وتدهور بنياتها التحتية والمرافق الخدماتية التي لها علاقة يومية ومباشرة بالساكنة»، كالطرقات، والنقل العمومي، وقطاع النظافة والإنارة العمومية. ومن الضربات الموجعة التي وجهها التقرير لشباط ، كشفه بأن بلدية فاس تعيش على أكتاف الضرائب، باعتمادها على الضريبة على القيمة المضافة (38%)، والضرائب المحولة (26%)، وهي مداخيل مخولة لا تبدل الجماعة جهدا في تحصيلها، بينما المداخيل الذاتية لا تمثل إلا نسبة 36%؛ مكونة من الضرائب والرسوم المحلية والمداخيل المنقولة، مما يؤثر سلبا على الاستقلال المالي للجماعة، حسب تعبير مستشاري البيجيدي. وتعليقا على هذه الاختلالات التي فجرها «إخوان بنكيران»، اتصلت «اليوم24» بشباط للرد عليها، لكن هاتفه ظل يرن بدون رد، فيما علق عليها نائبه الأول، علال العمراوي، والذي يشغل في نفس الوقت المدير الجهوي للصحة بفاس، بقوله إن «ميزانية الجماعة الحضرية لفاس، سجلت تطورا ملحوظا، بحيث انتقلت من 280 مليون درهم سنة 2003 إلى 740 مليون سنتيم سنة 2013، أي بزيادة تزيد عن 250 في المائة»، مؤكدا أن فاس حققت هذه السنة فائضا ماليا بقيمة 94 مليون درهم(9.4 ملايير سنتيم)، معتبرا هذا الأمر «نموذجا عن حسن التدبير». وبخصوص المديونية، أوضح العمراوي أن «أقساط الديون لا تتعدى 10 في المائة، وهذا رقم إيجابي»، مشيرا إلى أن فاس تحظى حسب قوله ب «ثقة» صندوق التجهيز الجماعي».