حالة استنفار أمني شهدها محيط الحي الجامعي بمراكش، ليلة الخميس الجمعة حيث حلت المئات من القوات الأمنية من مختلف الأسلاك، بسبب المسيرة التي كان الطلبة الصحراويون الانفصاليون المنتمون إلى»الفصيل الطلابي الصحراوي» يعتزمون تنظيمها انطلاقا من الحي الجامعي باتجاه الشوارع المحيطة به، تخليدا لذكرى تأسيس الجبهة الشعبية الصحراوية(البوليساريو)، قبل أن تتدخل القوات الأمنية لمنعهم من تنظيمها، ويعمدوا في المقابل إلى اقتلاع شجرة كبيرة من محيط الحي الجامعي ويضعوها كمتراس تحسبا لأي اقتحام محتمل من طرف القوات الأمنية، قبل أن ينخرطوا في ترديد الشعارات ورشق العناصر الأمنية بالحجارة، التي اكتفت بتطويق الحي الجامعي دون أن تتدخل للرد على الطلبة الصحراويين. وكان محيط الحي الجامعي بمراكش شهد، في وقت سابق، مواجهات بين الطلبة والقوات الأمنية، ابتدأت بمواجهات بين الطلبة الصحراويين الانفصاليين، الذين استنفروا المنتمين إليهم من مدن الرباط وأكَادير، والطلبة الماويين من المنتمين إلى فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، قبل أن يتحد الفصيلان المتنازعان في مواجهة القوات الأمنية المشكلة من القوات المساعدة وقوات التدخل السريع. وقد لجأ الطلبة في المواجهات إلى استعمال الأسلحة البيضاء والحجارة والعصي والهراوات والقنينات الزجاجية الحارقة(قنابل المولوتوف)، بينما ردت عليهم القوات الأمنية باستعمال الهراوات واستعانت بشاحنة مزودة بخراطيم المياه، قبل أن تعتقل 12 طالبا من المنتمين إلى الفصيلين المتواجهين. كما شهد الحي الجامعي قبل ذلك تظاهرة شارك فيها حوالي ثلاثين طالبا ينحدرون من الأقاليم الجنوبية، تنديدا باعتقال الأمن لطالب صحراوي، قبل أن تتطور التظاهرة إلى مواجهات مفتوحة بين الطلبة الصحراويين الانفصاليين والقوات الأمنية، التي تدخلت بعد أن عمد المحتجون إلى رشقها بالحجارة. وفيما يؤكد بعض الطلبة الصحراويين الانفصاليين بأن الاعتقال الذي طال رفيقهم كان تعسفيا ولأسباب سياسية، عزت مصادر متطابقة اعتقال الطالب الصحراوي للاشتباه في تورطه في جريمة توجيه طعنة قاتلة إلى طالب من إقليمالجديدة. هذا، وشهد الحي الجامعي، في وقت سابق، مواجهات دموية بين الطلبة، حين تعرض طالب يتحدر من قلعة السراغنة لطعنة بواسطة آلة حادة من طرف طالب صحراوي، فكان الحادث الشرارة التي فجرت نزاعا دمويا، حوّل الحي الجامعي إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين الطلبة الصحراويين والطلبة الداخليين، خاصة من إقليمقلعة السراغنة، ما أسفر عن إصابة 32 طالبا بجروح متفاوتة الخطورة.