استمع قاضي التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بمليلية، مساء الثلاثاء، إلى كل من عبد المالك البركاني مندوب الحكومة الإسبانية بمليلية، وميكيل أنخيل كارسيا، قائد الحرس المدني الإسباني بالمدينة، بحسب وسائل إعلام إسبانية. التحقيقات تأتي على بث أخيرا شريط فيديو على موقع "يوتيوب"، يُظهر عناصر من الحرس المدني الإسباني وهم يسلمون المهاجرين الأفارقة القادمين من دول جنوب الصحراء إلى الجانب المغربي، بحيث تسليم المهاجرين جاء عبر إحدى البوابات الحديدية الموجودة على السياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية الواقعة ، بعدما كانوا تمكنوا من اختراق المعبر الحدودي لمليلية بواسطة سيارتين. وأوضحت وسائل الإعلام الإسبانية، أن تحريك المتابعة القضائية في حق المسؤولين الإسبانيين بمدينة مليلية، جاء بعد شكوى تقدم بها كل من مصطفى ابرشان رئيس حزب الائتلاف من أجل مليلية (حزب محلي معارض) وخوسي بلاثيون، رئيس جمعية "الدفاع عن حقوق الطفل بمليلية. وقال عبد المالك البركاني، مندوب الحكومة الإسبانية بمليلية، الثلاثاء، في تصريحات لوسائل الإعلام أمام باب المحكمة، إنه أكد لقاضي التحقيق أن "عملية تسليم المهاجرين الأفارقة من طرف عناصر الحرس المدني الإسباني للسلطات الأمنية المغربية تمت بشكل قانوني وفق ما تنص عليه الاتفاقية الموقعة بين المغرب وإسبانيا في هذا الإطار". ووصف حقوقيون من مليلية عملية طرد المهاجرين الأفارقة من جانب السلطات الأمنية الإسبانية بمليلية، ب"غير القانونية"، مع الإشارة إلى أن القانون الإسباني "لا يسمح بطرد المهاجرين مباشرة من الحدود، بل يتعين استصدار قرار قضائي يقضي بالطرد مع تمكين هؤلاء المهاجرين من المساعدة القضائية" . وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي توضيح من جانب السلطات المغربية حول مشاركة عناصر أمنية تابعة لها في عملية تسلم المهاجرين الأفارقة المطرودين من طرف عناصر الحرس المدني الاسباني، قررت السلطات الإسبانية، الثلاثاء، منع الحرس المدني من استعمال الرصاص المطاطي في تصديها لمحاولات المهاجرين الأفارقة الدخول إلى مدينتي سبتة ومليلية، حسب مصدر في وزارة الداخلية.