بعد فضيحة "باديس" بالحسيمة والتي جرت المدير العام السابق لCDG أنس العلمي و26 متهما إلى المحاكمة، وجدت إمبراطورية المؤسسة المالية العمومية نفسها وسط فضيحة جديدة، وهذه المرة بسبب ذراعها السياحي صندوق الاستثمار السياحي "مداييف"، والذي كانت ترأسه مونية بوستة، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون. وبحسب معلومات نشرتها يومية "أخبار اليوم"، عن مصادر قريبة من الملف، فإن مجوعة فنادق "جنان فاس" التابعة لCDG، والتي فازت ب"كعكة" تدبيرها المجموعة الأمريكية العالمية "ماريوت"، باتت مهددة بالإفلاس، وذلك بسبب الركود الذي يعانيه الفندق الضخم بعد مرور أقل من نصف السنة على إعادة افتتاحه في شهر نونبر من العام الماضي. آخر المعلومات والمستجدات التي توصلت بها "أخبار اليوم"، تقول إن فندق الCDG بفاس، يعاني من عجز مالي حددته مصادر الجريدة في حوالي 1.9 مليار سنتيم، فيما عرف شهر أبريل الماضي عجزا وصل إلى 350 مليون سنتيم، وذلك على الرغم من خضوع الفندق قبل أربع سنوات من الآن لعملية ترميم وتأهيل لتجويد خدماته، أشرف على أشغاله الذراع السياحي لCDG "مداييف"، وكلفت الصندوق حوالي 50 مليار سنتيم. وأضافت نفس المصادر أنه مما عقد من وضعية فندق "جنان فاس"، تنامي احتجاجات العمال الذين يزيدون عن 113 عاملا وعاملة، والذين ينفذون بشكل شبه يومي وقفات احتجاجية أمام إدارة الفندق كان آخرها نهاية الأسبوع الماضي، ردا منهم كما يقولون على "هزالة منحة التعويضات" التي صرفتها الCDG لعمال الفندق، والتي لم تتجاوز مليوني سنتيم، أي بتعويض تراوح ما بين 50 و200 درهم للعامل الواحد، فيما بلغت التعويضات التي صرفت منذ إعادة فتح الفندق في نونبر 2016 لأطر شركة "ماريوت" (أغلبهم من أمريكا وفرنسا)، 49 مليون سنتيم، و7 ملايين سنتيم لمدير الموارد البشرية، و10 ملايين سنتيم لمدير المطاعم، و12 مليون سنتيم لمدير الاستقبالات. وتسببت أشغال ترميم وتأهيل "فندق جنان فاس" في ضجة كبيرة ربطتها مصادر "أخبار اليوم"، بارتفاع كلفة الإصلاح والتأهيل، والتي حددت في 38 مليار سنتيم، لكن الشركة الأمريكية حين حضرت إلى فاس لتوقيع العقد مع الCDG بداية سنة 2016، تحفظت على الصورة الجديدة للفندق، وطالبت بإجراء إصلاحات أخرى وصلت استنادا إلى مصادر الجريدة إلى 8 ملايير سنتيم، حيث ارتفع المجموع الإجمالي لكلفة الإصلاح إلى 46 مليار سنتيم، كما ضخ فيه السي دي جي حوالي 4 ملايير سنتيم عند إعادة افتتاحه. من جهتها، كشفت مصادر من الإدارة السابقة للفندق بأن عملية تأهيله كانت تحتاج لثلاثة تدخلات أساسية، أولها تزفيت أسطح الغرف لمنع تسرب مياه الأمطار وإعادة تبليط جدرانه الداخلية والخارجية، وتغيير الآثاث والتجهيزات بمختلف المرافق الحيوية للفندق وغرفه التي تزيد عن 244 غرفة، وهي إصلاحات كانت ستكلف الفندق 7 ملايير سنتيم بدلا عن مبلغ حوالي 50 مليار سنتيم صرف عليه حتى الآن لتأهيله.