تجاوبا مع الحراك الشعبي المستمر، منذ أشهر، في مدينة الحسيمة ونواحيها، جاءت وعود الوفد الوزاري، الذي زار المدينة، أمس الاثنين، بإنجاز وتسريع تنفيذ استثمارات بمبلغ إجمالي يصل إلى 990 مليار سنتيم، في عدد من القطاعات الاجتماعية، والاقتصادية. الوفد، الذي ضم وزراءً وكاتبا عامين لوزارات، إلى جانب الوالي المدير العام للجماعات المحلية، وكذا مدير المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، التقى عددا من الفعاليات، ومنتخبي المنطقة، وأكد على استمرار الاشتغال في برنامج "الحسيمة، منارة المتوسط"، الذي أطلقه الملك عام 2015. ويضم برنامج "الحسيمة، منارة المتوسط"، بحسب الوفد، 533 مشروعا يرتبط بالعديد من القطاعات الحيوية، فيما يصل المبلغ المخصص له حوالي مليار درهم في أفق عام 2019، بالإضافة إلى برنامج تقليص الفوارق المجالية، والترابية، الذي رصد له غلاف مالي يبلغ 3.4 مليار درهم. وزير الصحة، الحسين الوردي أبرز في تصريحات صحفية على هامش الزيارة، رصد ما مجموعه 520 مليون درهم لقطاع الصحة في المنطقة تستهدف بناء وترميم عدد من المستشفيات، وتجهيزها بمعدات بيوطبية، أهما المركز الاستشفائي الإقليمي في الحسيمة، الذي يرتقب أن تتوفر فيه أحدث التجيهزات على المستوى الوطني، ومن بينها جهازي سكانير، "IRM"، وبمبلغ يصل إلى 374 مليون درهم. الوزير نفسه أكد، أيضا، أنه سيتم توسيع، وترميم مستشفى محمد الخامس ب42 مليون درهم، وبناء مستشفى جديد في إمزورن ب60 مليون درهم ليكون جاهزا، نهاية السنة الجارية، مع إنجاز 5 مراكز صحية جديدة، وتوسيع 29 أخرى. من جهته، أعلن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، محمد حصاد، عزم وزارته على بناء نواة جامعية في إقليمالحسيمة، وذلك "فور الحصول على المساحة العقارية الضرورية"، بحسب تعبيره. وكان وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، الذي ترأس اجتماع الوفد الوزاري مع ممثلي المجتمع المدني، والنقابات بالحسيمة، قد وصف المطالب، التي يرفعها المحتجون في الريف، ذات الطابع الاقتصادي، والاجتماعي، بأنها "مشروعة". وأكد الفتيت أن الهدف من زيارة الوفد الوزاري للحسيمة هو "تتبع سير الأشغال المنجزة حتى اللحظة ضمن برنامج التنمية المجالية منارة المتوسط، والاستماع إلى مختلف مقتراحات المنتخبين، والفعاليات الجمعوية بخصوص احتياجات، وطموحات سكان المنطقة". وتجدر الإشارة إلى أن من بين أهداف برنامج "الحسيمة منارة المتوسط"، الذي أطلق عام 2015، إنجاز مشاريع تنموية تهم البينات التحتية الأساسية كتهيئة الطرق، والمسالك، منها 100 كلم من المسالك القروية لضمان ولوج الدواوير إلى الطرق الرئيسية وإحداث 200 كلم من المسالك القروية، في إطار مخطط المغرب الأخضر لوزارة الفلاحة. كما أن 15 مركزا ناشئا، و16 مركزا قرويا في الإقليم ستعرف هي الأخرى تهيئة طرقية، وممرات داخلية، وإحداث ساحات ومناطق خضراء، وربطها بشبكة الصرف الصحي، إضافة إلى إحداث أسواق أسبوعية جديدة، ومناطق للأنشطة الاقتصادية، علاوة على ربط 23 دوارا بالكهربة القروية لبلوغ التغطية الشاملة لجميع تراب إقليمالحسيمة.