لم يتأخر رد حزب العدالة والتنمية على «حق الرد» الذي منح للأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط على القناة الثانية حيث وصف عبد الله بوانو ما قاله زعيم حزب الميزان ب«استحمار المغاربة» لم تحمل الإطلالة التلفزيونية للأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، والتي استفاد منها بناء على قرار للمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري للرد على رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران؛ أي جديد في فصول الصراع المفتوح الذي كان قد أصاب الحكومة بالشلل طيلة السنة الماضية، وانتهى بخروج حزب الميزان من أغلبيتها وتعويضه بحزب التجمع الوطني للأحرار. شباط انتهز الفترة الزمنية التي خصّصتها القناة الثانية، مساء أول أمس، لهذا الرد، ليكيل سيلا من الاتهامات والانتقادات لعبد الإله بنكيران، مرددا اسم هذا الأخير مرات عديدة. وفيما اكتفى صحافي القناة الثانية، جامع كلحسن، بسرد ما جاء على لسان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، خلال البرنامج الخاص الذي بثته القنوات العمومية بعد تشكيل الحكومة الجديدة؛ قال حميد شباط إن بنكيران مازال يتصرّف كما لو كان أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية وليس رئيسا للحكومة. وأضاف شباط أن الأخير تراجع عن البرنامج الانتخابي الذي قدّمه خلال الحملة الانتخابية سنة 2011، داعيا قيادة حزب «المصباح» إلى العودة إلى هذا البرنامج ومراجعته. وحرص شباط على إحضار نسخة كاملة من البرنامج الانتخابي لحزب العدالة والتنمية، ورفعها أمام الكاميرا خلال حديثه. وتعليقا على كلام شباط، قال عبدالله بوانو، رئيس الفريق البرلماني لحزب المصباح، إنه يندرج ضمن «التصريحات المعهودة من هذا الشخص، والمتسمة بانعدام المسؤولية والدقة والصدق. نحن يشرّفنا أن يرفع برنامجنا الانتخابي، لكن عليه أن يعلم أن التعاقد في الحكومة جماعي بين أربعة أحزاب، والبرنامج الذي يرفعه شباط اليوم، لم يحصل على الأغلبية لوحده، وما يطبّق اليوم، هو برنامج الأغلبية والتحالف وليس برنامج حزب واحد». وأضاف بوانو أن شباط هو من بات مطالبا بتوضيح ما الذي تغيّر في البرنامج الحكومي حتى الآن حتى يحاربه. «عليه أن يقرّ بماذا خرج من الحكومة ويقدّم برنامجه البديل ويحاول إقناع الناس به لا الحديث عن برنامج حزب آخر... هذا استحمار للمغاربة لأنهم واعون بأن بنكيران ماض في تطبيق برنامج أغلبيته». سيرة «الحمار» حضرت أيضا بشكل غير مباشر في ردّ شباط على بنكيران، حيث كان هذا الأخير قد استنكر الطريقة التي نظّمت بها إحدى الميسرات التي دعا إليها حزب الاستقلال، وتميّزت بإحضار الحمير لاقتيادها في مقدمة المسيرة بعد إلصاق لافتات تهاجم الحكومة على ظهورها. شباط قال إن رد رئيس الحكومة طبيعي لكون المسيرة كانت «ناجحة». ووجّه شباط اتهاما إلى رئيس الحكومة بكونه قال له مرة إنه يرفض محاورة النقابات التي تخرج ضده في الشارع. شباط قال إنه يوجّه نصيحة إلى رئيس الحكومة، مفادها العمل في صمت كي لا يواجه غضب الشارع الذي قال شباط إنه هو من أتى بهذه الحكومة، محذرا من أنه قد يخرج مجددا ليقول لبنكيران «ارحل ارحل ارحل». وفيما فسّر شباط خروج حزبه من الحكومة برفضه قرارات الزيادة في الأسعار، قال بوانو إن «هذا كذب وبهتان، لأن هذا الشخص قال في أبريل 2012، أي بعد ثلاثة أشهر من تشكيل الحكومة، إنه يريد سحب جميع وزرائه منها، ثم أكد الأمر في يوليوز ثم شتنبر من السنة نفسها، أي أنه وضع نصب عينيه إفشال هذه الحكومة قبل وبعد أن يصبح أمينا عاما لحزبه». واستغرب بوانو أن يكون هناك سياسي يجمع بين قبعتين، واحدة سياسية وأخرى نقابية، «رغم أنه وعد عدة مرات بالتنازل عن قيادة النقابة، إلا أنه لم يستطع لأنه يعمل بمنطق التحكّم».