رد الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض حميد شباط على رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران كحق كفلته الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالمغرب في سابقة هي الأولى سياسيا وإعلاميا، كانت مدة 13 دقيقة كافية لقصف متواصل ضد سياسة بنكيران من قِبلِ خصم كان حليفا في العام السابق و ذلك مساء الأحد من على منبر القناة الثانية. وقد اختار حميد شباط رئيس الحكومة في معرض رده بين تفعيل شعار محاربة الفساد الذي رفعه حزبه العدالة والتنمية في اوج حملته الانتخابية أو تقديم الاستقالة او أن يلوذ بالصمت. ويأتي إعطاء حق الرد لشباط على خلفية الخروج الإعلامي لرئيس الحكومة في الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الاول من العام الماضي عبر القناتين الأولى والثانية، حيث اعتبره الحزب المعارض استغلال نفوذ من قبل بنكيران لتصفية حساباته مع حميد شباط وحزب الاستقلال والحديث باسم حزب العدالة والتنمية بدل الحديث كرئيس للحكومة حسب تصريح عادل بنحمزة الناطق الرسمي باسم الحزب. واعتبرت قيادات الحزب المعارض انه ضروري أن يكون استعمال وسائل الإعلام العمومية بنسب متكافئة لجميع اللاعبين السياسيين. واعتبر حميد شباط في معرض رده على عبد الإله بنكيران أن "الشارع لن يتوانى في قول ارحل لحكومة بنكيران، وذلك لان البلاد تعيش احتقانا لكن المغاربة لا يودون تكرار تجارب الآخرين المأساوية ولا بد من أخد الدروس"، حسبما قال شباط. وبخصوص إسقاط النسخة الأولى من حكومة بنكيران والذي حمله المسؤولية في ذلك، رد حميد شباط بان عبد الإله بنكيران لا يمتلك حس رجل الدولة بل يشتغل بعقلية المعارض، وكل اجتماعاته كان يسيرها بمنطق انفرادي رغم انه يقود حكومة ائتلافية. وأضاف أمين عام الحزب المعارض بان حزب العدالة والتنمية تنكر لما جاء في برنامجه الانتخابي، وقال فيما يشبه النصيحة على الحزب الإسلامي أن يراجع ذلك البرنامج باعتباره تعاقد مع من صوت عليه. وأشار إلى أن بنكيران في استسلامه لتوصيات صندوق النقد الدولي أعطاه الحق في أن "يشاركنا في تدبير شؤون البلاد"، مضيفا أن على بنكيران الاهتمام باصلاح كل ما يتعلق بالجانب الاقتصادي. وقد اتهم شباط بنكيران وحكومته بالكذب في التعامل مع قضية فساد وزير اتُّهِمَ بشرائه كمية من الشوكولاته من الأموال العامة. وفي رده على انتقادات بنكيران لاستعمال شباط للحمير في مسيرة احتجاجية ضد سياسات الحكومة في السنة الماضية، قال "ان المسيرة كانت ناجحة حيث اشترك فيها ما يفوق 200 ألف شخص وهذا ما أغاظ رئيس الحكومة وهو ما جعله يرفض استقبال النقابات وفتح حوار معها رغم أنني نصحته بذلك" واتهم شباط رئيس الوزراء بان "منصبه اكبر منه باعتبار ان مواقفه غير متوازنة وأن الوزارة هي من نزلت إليه وأن كلامه كثير وعمله قليل". وعاد أمين عام حزب الاستقلال المعارض إلى تقديم النصائح لرئيس الوزراء بان عليه أن يراعي الطبقة الوسطى التي تضررت بالزيادة في الضرائب والاهتمام بحق العاطلين في العمل. وكان بنكيران هاجم في الجلسة الشهرية للأسئلة الشفوية في مجلس المستشارين الثلاثاء الماضي أمين عام حزب الاستقلال وقال ان "العداوة ثابتة مع شباط وليس مع الحزب".