في رد على تنصل الجزائر من مسؤوليتها عن دفع اللاجئين السوريين تجاه الحدود المغربية، اتهم عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، اليوم الخميس، الجارة الجزائر بمحاولة إحداث تدفقات واسعة النطاق للمهاجرين تجاه المغرب، وذلك عبر استغلال غير أخلاقي للظروف المادية والمعنوية التي يعاني منها اللاجئون السوريون، محملا إياها المسؤولية السياسية والإنسانية المتعلقة بوضعهم. وفي لقاء له مع جمعيات المتجمع المدني، بالعاصمة الرباط، قال بنعتيق إن الجزائر تهدف من خلال هته الممارسات إلى إحداث تدفقات واسعة للمهاجرين نحو حدود المغرب والتي لايمكن السيطرة عليها، يضيف المتحدث. وأضاف الوزير المنتدب بأن ذلك يضر بسياسة المغرب المتعلقة بالهجرة والتي أشادت بها المنظمات والهيئات الأممية المتخصصة، مبديا أسفه من أن يتزامن هذا الأمر مع دعوة المجتمع الدولي إلى ميثاق عالمي لهجرات آمنة، منظمة ومنتظمة. وكشف بنعتيق، في اللقاء ذاته، على أن المغرب قام خلال سنة 2014 بتسوية أوضاع 5000 سوري،خلال المرحلة الأولى من برنامج "لتدبير تدفقات الهجرة ومكافحة الاتجار بالبشر". وأظاف المتحدث بأن المرحلة الثانية من البرنامج، والتي انطلقت في دجنبر 2016، مكنت من تسجيل طلبات من مواطنين من 100 دولة من بينهم سوريون. من جهة أخرى قال بنعتيق إن لجنة مختصة أحدثتها الوزارة عملت على اعتبار 1089 من طالبي اللجوء السوريين ضمن الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية. وكانت وزارة الخارجية المغربية، قد استدعت، السبت الماضي، السفير الجزائري في الرباط، للاحتجاج على الترحيل القسري للسلطات الجزائرية ل54 لاجئًا سوريًا، بينهم نساء وشيوخ وأطفال، وإلقائهم في المنطقة العازلة بين المغرب والجزائر قرب مدينة فكيك الحدودية. ونشرت الخارجية المغربية شريط فيديو وصوراً تبرز شاحنات وسيارات عسكرية جزائرية تفرغ اللاجئين في المنطقة الحدودية الصحراوية القاحلة، وتحاصرهم فيها لدفعهم إلى العبور في اتجاه المغرب. وأشارت وزارة الخارجية المغربية، في بيان لها، إلى أن اللاجئين السوريين وضعوا في هذا الموقع النائي منذ يوم 17 أكتوبر.