بعد جرادة وتالسينت وعين بني مطهر.. هاهي تارجيست تتحول إلى ساحة للاضطرابات بعد خروج سكان البلدة للاحتجاج على تردي أوضاعهم. مِن أحداث تلاميذ تالسينت بأقصى الجنوب الشرقي، إلى أحداث جرادة وعين بني مطهر، مرورا الجمعة المنصرم بمدينة تارجيست حاضرة قبائل صنهاجة السراير بقلب الريف المغربي، فإن الاحتجاجات المتزامنة تزداد في المدن الصغيرة بجهة الشرق والشمال. العشرات من المواطنين خرجوا بشكل عفوي للمشاركة في وقفة أمام بريد المغرب بمدينة تارجيست، مُواجهين هراوات القوة العمومية من رجال الشرطة والقوات المساعدة وعناصر المخابرات. وقال شهود عيان ل» اليوم 24 » إن السلطات عملت منذ الوهلة الأولى على فض وتفريق المحتجين لثنيهم على تنظيم الوقفة التي كانوا يعتزمون القيام بها، « إلا أن محاولات السلطات فشلت، حيث تجمع المواطنون بالمكان المتفق عليه وشرعنا في تنفيذ الوقفة»، يقول أحد المحتجين مضيفا «لكن القوات العمومية باغتت المحتجين وشرعت في تسليط الهراوات عليهم بشكل عنيف مما خلف العديد من الإصابات في صفوفهم، تطلّبت نقل معظمهم إلى المستشفى المحلي بالمدينة».
تدخل عنيف وكشفت مصادر عاينت التدخل الأمني، أنه في لحظة من لحظات التدخل، لم تفرق عناصر الأمن بين المحتجين وعناصر البوليس السري التي تواجدت في المكان بكثافة، وكشفت المصادر نفسها أن هراوات عناصر التدخل السريع طالت هؤلاء الأمنيين أيضا، حيث أصيب أحدهم بضربة أسقطته أرضا. ووفق تصريحات متفرقة لبعض المشاركين، فإن الوقفة نفذت للتعبير عن رفض التهميش الذي مازالت تعاني منه المدينة، والتي توجد وفق تعبير بعضهم في «حالة عزلة»، كما أشار بعضهم أن الوقفة كانت مناسبة لتعبير ساكنة تارجيست عن رفضها لاستمرار الفساد المستشري، خاصة وسط بعض المنتخبين. والأهم في هذا يقول بعض المحتجين، أنهم يريدون معرفة مصير المشاريع التي أعطى الملك محمد السادس انطلاقة أشغالها سنة 2007 لكنها معطلة إلى حدود الآن، وهو ما يستوجب، على حد تعبيرهم، إيفاد لجنة ملكية للتقصي في هذه المشاريع التي توقفت وتعطلت للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذا التوقف.
القناص:لقد كذبوا على الملك! قناص تارجيست وصف التدخل الأمني الذي تعرض له المحتجون ب»الهمجي والقمعي الغير مبرر والغير مقبول»، وكشف القناص في تصريح ل»أخبار اليوم» أن الساكنة اكتشفت أن هناك تغطية وتسترا على ما وصفها ب»الجرائم السياسية» في حق المدينة والساكنة، وهو الأمر الذي دفعهم إلى الاحتجاج قبل أن يقول «لم يكتف هؤلاء ببيع الوهم لساكنة تارجيست وجعلهم يعيشون على وعود التهيئة الحضرية والتنمية وإقرار منطقة صنهاجة عمالة مستقلة بذاتها، بل تجرأ هؤلاء وكذبوا على ملك البلاد نفسه وتحايلوا على المشاريع التي أعطى انطلاقتها جلالته بنفسه صيف 2007». وأكد المصدر نفسه أن غالبية المشاريع الملكية لم تعرف طريقها إلى الوجود بعد مرور أزيد من ست سنوات عن تدشينها، وهو ما يضعف الثقة بين المسؤولين في المدينة والساكنة، معبرا عن ذلك بالتساؤل «فكيف لنا أن نثق في من كذب وتحايل على الملك؟»، وطالب هو الآخر بلجنة ملكية للتحقيق في «المشاريع المولوية» التي اعتبرها «التفاتة من جلالته لمنطقة صنهاجة وساكنتها». ومن المشاريع التي طالب القناص بالتحقيق فيها « قِيصرية» مسجد محمد السادس، هذه المعلمة الدينية التي كانت أيضا هبة ملكية لساكنة تارجيست، لكن» تم التحايل على المشروع وتم تحويل أرض القيصرية إلى تجزئة سبق وتم عرضها في مزاد علني»، يقول منير أكزناي، قبل أن يطالب بالتحقيق أيضا في مشروع تجزئة الأمل التي تم نزع ملكية أراضيها من سكانها الأصليين ب50 درهما للمتر المربع تحت ذريعة المنفعة العامة ليفاجأ الجميع بإعادة بيعها بأكثر من 3500 درهم للمتر المربع «دون أي منفعة عامة، وتشريد سكان الثكنة العسكرية».
مشاريع معلقة المشاريع الملكية المعلّقة التي أعطى انطلاقتها الملك سنة 2007 رصد لها غلاف مالي يقدر ب 115 مليون درهم، وكان برنامجها يمتد على مدى ثلاث سنوات (2007 /2009)، وتنفذ في إطار شراكة بين وكالة تنمية أقاليم الشمال ( 10 ملايين درهم) والمديرية العامة للجماعات المحلية (67 مليون درهم) ووزارة الإسكان والتعمير (20 مليون درهم) وصندوق التجهيز الجماعي 10ملايين درهم) والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (8 ملايين درهم(، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تم إعطاء انطلاقتها من الحسيمة سنة 2008 . وحسب مصادر مطلعة، فإن المشاريع المعنية بالتحديد، هي بناء محطة طرقية وإعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز وبناء سوق يومي وتهييئ منطقة ذات أنشطة اقتصادية، كما أدمج في البرنامج ترميم المآثر التاريخية بالمدينة، في حين أنه تم هدم كل المآثر، كانت آخرها بناية الضباط، ولم تتبق سوى مَعلَمة وحيدة جرت عدة محاولات، في الأشهر الأخيرة، للنيل منها، بتكليف منحرفين بهدم أجزاء منها قصد تسويتها بالأرض لتحويلها إلى تجزئة سكنية بعدما تم تفويتها لمنعش عقاري، وتضيف المصادر نفسها أنه من بين المشاريع المعلّقة أيضا كورنيش سد الجمعة، ومركز للتكوين المهني ومتحف المدينة، بالإضافة إلى مركب ثقافي