"صباح اليوم تمكّنا من تقديم بعض الطعام، والماء لهؤلاء المهاجرين" يقول فاعل جمعوي، من مدينة فكيك، متابع لملف المهاجرين الذين يوجدون حاليا في خط التماس بين المغرب والجزائر، قبل أن يضيف: "وضعنا الطعام على مسافة منهم، وبعدما سنحت لهم الفرصة بعثوا بأطفالهم لأخذه". المتحدث نفسه، وصف الوضع الذي يعيشه أزيد من 40 مهاجرا سوريا بهذه المنطقة الحدودية بالمزرية، فهم على هذا الوضع منذ مساء الإثنين الماضي، وحتى عندما تمكن بعضهم من وصول حي بغداد الحدودي، قررت السلطات أمس الخميس إعادتهم إلى "الخط الفاصل" بين البلدين. الجزائر هي المسؤولة مصدر آخر كشف ل"اليوم 24″ بأن وصول المهاجرين السوريين إلى هذه المنطقة، لن يتأتى إلا بتدخل من السلطات الجزائرية. وفي هذا السياق، خرجت السلطات المغربية أخيرا عن صمتها، وحملت، مسؤولية ما لحق بالمهاجرين السوريين للجارة الجزائر. و ذكر بلاغ لوزارة الداخلية، اليوم الجمعة، أن "السلطات المغربية تعرب عن أسفها للوضعية المزرية لهؤلاء المهاجرين والظروف القاسية التي يمرون بها بالجانب الآخر للحدود المغربية، وشجبها للتصرفات اللاإنسانية للسلطات الجزائرية تجاه هؤلاء المهاجرين، لاسيما وأن الأمر يتعلق بنساء وأطفال في وضعية بالغة الهشاشة". وعبرت السلطات المغربية عن استغرابها لعدم مراعاة السلطات الجزائرية لأوضاع هؤلاء المهاجرين ودفعهم قسرا نحو التراب المغربي، وذلك في تصرفات منافية لقواعد حسن الجوار التي ما فتئت تدعو إليها المملكة المغربية. وأكدت الداخلية أن " بلوغ هؤلاء المهاجرين لهذه المنطقة الحدودية رغم وعورة تضاريس المسالك المؤدية إليها عبر التراب الجزائري ورغم إكراهات الظروف المناخية الصعبة ما كان ليتم دون تلقيهم لمساعدة ودعم من قبل السلطات الجزائرية". وفي نفس الإطار، وجه فرع، حزب الإتحاد الإشتراكي، أصابع الإتهام للجارة الجزائر بتهجير هؤلاء المهاجرين إلى الحدود بغرض الدفع بهم إلى التراب المغربي، حيث أورد الحزب في بيان توصل اليوم24 بنسخة منه، أنه جرى تنقيل هؤلاء عبر ناقلات جزائرية في شكل دفعات منذ يوم الجمعة 14 أبريل الجاري. ترقب وإستنفار وإذا كانت وزارة الداخلية، قد أكدت في بلاغها الأخير أنه ليست هذه المرة الأولى التي تقوم السلطات الجزائرية فيها بهذا العمل، في إشارة إلى تورط الجزائر في عمليات تهجير سابقة لمهاجرين سوريين، وأيضا أفارقة من دول إفريقيا جنوب الصحراء، فإن الإتحاد الإشتراكي يتخوف من تدفق المزيد من المهاجرين على الحدود. وكشف حزب الوردة، بفكيك، أنه "وحسب ما يبدو وانطلاقا مما توفر من معلومات .. فان هناك احتمال كبير باستئناف السلطات الجزائرية لعملياتها اللانسانية متى سنحت لها الفرصة الملائمة لذلك مما سيؤدي الى وصول أعداد أخرى نحو مدينة فكيك". هذا الوضع، دفع بالمسؤول الأول بجهة الشرق، الوالي محمد مهيدية، إلى التوجه، أول أمس إلى المنطقة الحدودية بالجنوب الشرقي، وهو ما يبرز بأن السلطات المغربية في وضعية إستنفار.