رغم المجهودات الكبيرة التي تقوم بها السلطات المغربية من أجل محاربة الهجرة السرية من خلال تسوية أوضاع آلاف المهاجرين وإدماجهم في المجتمع، إلا أن الهيئات الحقوقية الإسبانية لا زالت تتحدث عن المغرب باعتباره بلدا ينتهك حقوق المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء في حدود المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية. تقرير لثلاث هيئات حقوقية إسبانية (المركز من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان "إريديا" والمنظمات "فوتومفيمينتو" ونوفاكت)، كشف أنه في الحدود الجنوبية لإسبانيا مع المغرب تنتهك "بطريقة ممنهجة" حقوق الإنسان للأشخاص المهاجرين، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية "اوروبا بريس"، مساء أول أمس الخميس. الهيئات الثلاث اعتمدت في إنجاز التقرير الذي قدم، يوم أول أمس الخميس، في مدينة برشلونة، على ملاحظات وشهادات مباشرة لمنظمات حقوقية تشتغل في الميدان بسبتة ومليلية والناظور وطنجة. في المقابل، حاول "اليوم24″ الاتصال بعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، لإعطاء توضيح بخصوص التقرير، إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب. كما اتصلنا بمصلحة الصحافة بوزارة الداخلية وأخبرتنا انه يجب علينا تقديم طلب وانتظار ثلاثة أيام لحصول على رد. مسؤول في وزارة الداخلية كشف للجريدة قائلا:"الحكومة الإسبانية نسفها تنفي أي انتهاك لا من طرف هي ولا من طرف المغرب لحقوق المهاجرين، وبذلك يبقى التقرير ناقصا". وبالعود إلى التقرير نجد أنه يتحدث عن ما أسماه أن المهاجرين الأفارقة يعانون "من التمييز الاجتماعي والمؤسساتي، ما يؤدي بهم إلى العيش في أوضاع غير مستقرة لغاية عبورهم إلى الاتحاد الأوروبي". التمييز المؤسساتي الذي يتحدث عنه التقرير تفنده الإجراءات الأخيرة التي تبنتها المملكة من خلال تسوية وضعيات آلاف المهاجرين. التقرير أشار إلى ما سماه العنف "الممنهج والخطير" الذي تمارس عناصر الأمن المغربية ضد المهاجرين في الشمال"، متهما إياها كذلك بضرب وإساءة معاملة المهاجرين أثناء محاولتهم اقتحام السياجات الحدودية لسبتة ومليلية. وأضاف أن طبيعة الأسلاك الشائكة المثبتة في السياجات الحدودية موجهة إلى إصابة المهاجرين الراغبين في اقتحامها. التقرير اتهم كذلك، السلطات الإسبانية بعدم احترام حقوق الإنسان في ما يتعلق بالمهاجرين من خلال "التكديس الممنهج" للمهاجرين في مراكز اللجوء في سبتة ومليلية، مما يشكل ذلك من خطر على أمن وسلامة المهاجرين، وإمكانية سقوطهم في قبضة شبكات تهريب البشر. كما انتقد لإقدام السلطات الإسبانية على الإعادة الفورية في وضعية صحية خطيرة إلى الجانب المغرب بعد تمكنهم من بلوغ المدينتين المحتلتين، مطالبا في نفس الوقت إسبانيا بإلغاء اتفاق التعاون في مجال الهجرة مع المغرب إلى ان يلتزم هذا الأخير بما أسماه التقرير "احترام حقوق الانسان". كما ندد بعدم احترام السلطات للقوانين الدولية لراعية وحماية القاصرين المغاربة غير المرفقين بمليلية وسبتة، علاوة "تعدد العنف المؤسساتي ضد الحمالات المغربيات" من قبل الإسبان في سبتة ومليلية. التقرير وجه إلى الحكومتين الإسبانية والمغربية ثلاث وصايا من أجل الاحترام الكامل لحقوق المهاجرين:أولا، إلغاء اتفاق الهجرة حتى يتم الالتزام بحماية حقوق الانسان؛ ثانيا، احترام حق عدم الإعادة الفورية للمهاجرين الذين يصلون المدينتين المحتلتين؛ ثالثا، نزع الأسلاك الشائكة من السياج، نظرا للجروح التي تتسبب فيها للمهاجرين.