انتقد الخبير الاقتصادي، نجيب أقصبي، بشدة الخطوط العريضة للبرنامج الحكومي، التي قدمها سعد الدين العثماني، أول أمس الأربعاء، في البرلمان. وقال أقصبي في حديثه ل"اليوم24″ إن البرنامج الحكومي، الذي قدمه رئيس الحكومة يفتقد للمسة حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة، بالنظر إلى أنه حقق نتائج كبيرة في الانتخابات الأخيرة. وأضاف الخبير الاقتصادي أن من يقرأ البرنامج الحكومي يجد كأن عزيز أخنوش من وضعه وليس العثماني. وتابع أن البرنامج الحكومي كشف بالملموس أن هامش هذه الحكومة سيكون ضيقا لأن كل ما يتعلق بالسياسات الاستراتيجية للدولة يقررها القصر الملكي، فيما ستكتفي حكومة العثماني بإدارة هذه القرارات الاستراتيجية، والأزمات فقط، لأنها حكومة التناقضات. واستبعد أقصبي أن تنجح حكومة العثماني في تنزيل الإصلاحات لأنها "تفتقد للحد الأدنى من الانسجام". وأوضح المتحدث نفسه، أن حكومة الحالية حرمت نفسها حتى من حق "الحلم"، وتجلى ذلك بوضوح في تنزيل العثماني لسقف هذه الطموحات في برنامجه الحكومي، من خلال الأرقام الاقتصادية، والمالية القليلة، التي وردت في خطابه بالبرلمان، سواء تلك المتعلقة بالنمو الاقتصادي، أو البطالة، أو المديونية، أو غيرها. وعبر الخبير الاقتصادي عن خيبة أمله في العثماني، الذي لم يقدم التزاماً واضحاً بشأن إصلاح صندوق المقاصة. وأوضح أقصبي، أنه كان ينتظر من العثماني أن يتعهد بمواصلة إصلاح صندوق المقاصة، إلا أنه في المقابل قال، إنه سيقوم بتطبيق سياسة الدعم المباشر للفقراء، المتحصلة من إصلاح هذا الصندوق. ولفت أقصبي الانتباه إلى أنه إذا لم يقدم العثماني على تطبيق سياسة الدعم المباشر للفقراء بعدما فشل نظام الدعم عبر الأسعار، فإنه سيتأكد بالملموس أن من يقود الحكومة هو أخنوش، وليس العثماني، وأن "المخزن" لا يريد من حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية أن توزع الدعم المباشر على الفقراء.