أسابيع قليلة بعد سقوطها، أدانت الغرفة الجنحية التلبسية بابتدائية مراكش، أول أمس، ثلاثة أشخاص متهمين بتكوين شبكة متخصصة في ترويج المخدرات، تتخذ من الجماعة القروية "أولاد حسون" بضواحي المدينة، مركزا لأنشطتها، بأحكام بلغ مجموع مددها 13 سنة سجنا نافذا، كان نصيب أحدهما ست سنوات، فيما أدين المتهم الثاني بأربع سنوات، والمتهم الثالث بثلاث سنوات حبسا نافذا. وقد جاء تفكيك الشبكة الجديدة للمخدرات إثر عمليتين أمنيتين متفرقتين بكل من مدينة مراكش والجماعة القروية المذكورة المجاورة لها، قامت بهما، مؤخرا، فرقة أمنية مختلطة، مكونة من فرقة مكافحة المخدرات، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، ومصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والمجموعة الجهوية للتدخل، التابعة لولاية الأمن بمراكش، وهما العمليتان اللتان أكد بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، بأنهما أسفرتا عن توقيف خمسة أشخاص، من ذوي السوابق القضائية، يشتبه في ارتباطهم بشبكة مختصة في ترويج المخدرات الخفيفة والمشروبات الكحولية، فيما لفت، البلاغ نفسه، إلى أن الأبحاث والتحريات الأمنية لازالت متواصلة لإيقاف جميع المتورطين في هذه الشبكة الإجرامية. العمليتان الأمنيتان النوعيتان تلتهما مداهمة وتفتيش لمنازل الأشخاص الموقوفين ولمستودعات في ملكيتهم بدوار "محيلة"، الواقع بالمجال الترابي لجماعة "أولاد حسون"، وهو ما أسفر عن حجز ثلاث أطنان ونصف الطن من مسكر "ماء الحياة" (الماحيا)، و25 كيلوغراما و750 غراما من مخدر "الكيف"، فضلا عن صفيحة من مخدر "الشيرا"، ومبلغ مالي كبير بالعملة الوطنية، لم يحدد بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني قيمته. ولم يقتصر الأمر على المحجوزات السابقة، فقد وقفت الفرقة الأمنية المشتركة على مفاجأة من عيار ثقيل، حين تمكنت من العثور بحوزة الموقوفين على أسلحة نارية وبيضاء، عبارة عن ثلاث بندقيات صيد، و125 خرطوشة من عيار 12 و20 ملم، وثلاث سيوف من الحجم الكبير، فضلا عن عبوة غاز مسيل للدموع، وستة هواتف محمولة، أحدها خاص بالاتصال عبر الأقمار الاصطناعية. هذا، وقد قامت الضابطة القضائية، ممثلة في فرقة مكافحة المخدرات بولاية أمن مراكش، بمسطرة تقديم المتهمين الثلاثة أمام النيابة العامة بابتدائية مراكش، حيث استنطقهم أحد نواب وكيل الملك، قبل أن يقرر متابعتهم، في حالة اعتقال، بتهم تتعلق ب"حيازة والاتجار في المخدرات، وحيازة أسلحة بدون ترخيص"، محررا أمرا مكتوبا بإيداعهم سجن "لوداية"، في انتظار إحالتهم على المحاكمة أمام الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة نفسها.