يبدو أن السلطات المغربية ماضية في عدم تساهلها مع السلفيين العائدين من «الجهاد» بسوريا، وباتت تفرض إجراءات أمنية مشددة بالمطارات والموانيء، حيث اعتقلت الأحد الماضي، سلفيا يتحدر من مدينة فاس، بمطار محمد الخامس، قادما من تركيا. وقال عبد الرحيم الغزالي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، في اتصال هاتفي أجرته معه « اليوم24»، إن «السلفي المهدي العلام، والذي لم يسبق له أن اعتقل من قبل، وفور توقيفه من قبل عناصر أمنية بزي مدني بالمطار، اقتادوه إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بكوميسارية المعاريف بمدينة الدارالبيضاء، بحسب إفادة عائلته، والتي منعت بمعية محاميه من زيارته». وأضاف الغزالي، أن «السلفيين يحرومون من التوجه إلى تركيا للسياحة، خوفا من اعتقالهم من قبل السلطات المغربية خلال عودتهم إلى المغرب، بتهمة الجهاد في سوريا، ومتابعتهم بقانون الإرهاب، وهو المصير نفسه، الذي يخشاه السلفيون المغاربة الذين يوجدون بسوريا في حال رغبتهم العودة إلى الوطن». ويأتي توقيف السلفي «المهدي العلام» من فاس، بعد أزيد من أسبوع عن اعتقال سلفيين وزوجتيهما يقيمون بمدينة الدارالبيضاء، جرى ترحيلهم من تركيا إلى ماليزيا ثم إلى مطار محمد الخامس، حيث وجدوا رجال الأمن في استقبالهم، حيث أحيل السلفيين على قاضي التحقيق بغرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، فيما أخلي سبيل زوجتيهما. للإشارة، فقد سبق للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، أن كشفت ل»أخبار اليوم»، أن «عدد السلفيين المرحلين والموقوفين من قبل السلطات المغربية، خلال الفترة الممتدة من سفر أول مجموعة للقتال بسوريا في يناير 2012 حتى الآن، يفوق 70 سلفيا، 90 في المئة منهم اعتقلوا وتوبعوا بقانون الإرهاب وأدينوا بعقوبات حبسية نافذة تتراوح ما بين سنتين و6 سنوات».