يشهد الجسم الداخلي لحزب العدالة والتنمية، هذه الأيام، نقاشا داخليا، بدأ يتخذ طابع الحدة، بسبب اتهام بعض القيادات سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بتهريب النقاش السياسي إلى بيته، بدل طرحه داخل الهيآت السياسية للحزب، بدءً من الأمانة العامة، وانتهاء بالمجلس الوطني. واتهم عدد من الأصوات داخل حزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، بكونه يمعن "الانخراط في استقطابات مسبقة، وسابقة عن حتمية توضيح بعض القرارات "القاسية"، التي اتخذها العثماني بصفته رئيسا للحكومة، أبرزها تجاهله لقرار هيآت الحزب، الرافضة لدخول حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى حكومة يقودها العدالة والتنمية، ثم تقديم تنازلات كبيرة في مرحلة توزيع الحقائب بين أحزاب الأغلبية. وفِي هذا السياق، اعتبر عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، بلال التليدي، أن هذا الانخراط في الاستقطابات المسبقة، التي يقوم بها العثماني، من خلال عقده لقاءات مع بعض هيآت ومناضلي الحزب في بيته حتى قبل أن يقدم التوضيحات الضرورية حول ظروف تشكيل حكومته، يعتبر أمرا "مضرا بالحزب". وتساءل عضو برلمان البجيدي "لا أدري ما الدافع، الذي يجعل رئيس الحكومة، المعين، يقتطع من وقته في هذه الظروف الدقيقة ساعات لعقد لقاءات مع هيآت في الحزب". وهاجم التليدي من سماهم بدعاة التريث إلى حين ساعة التوضيح داخل مؤسسات البجيدي، وأبرز هؤلاء، محمد يتيم، الذي لا يتوقف عن كتابة التدوينات التبريرية، منذ إعفاء بنكيران من مهمة رئيس الحكومة، الذي كان مكلفا بتشكيلها. وقال التليدي في هذا السياق، من خلال تدوينة فيسبوكية، "كثير من المتكلمين، الذين نابوا عن العثماني ممن خاطبوا العقلاء، والتمسوا منهم الانصاف، والتريث إلى حين ساعة التوضيح داخل المؤسسات، ربما سيفاجؤون من هذه السرعة في التواصل، وترك لغة التريث".