في مشهد مؤثر للغاية، ووسط كوخ أشبه بإسطبل تنعدم فيه أدنى شروط الحياة، تضطر أسرة فقيرة بقرية تابعة للنفوذ الترابي بإقليم العرائش، إلى تكبيل أحد أبنائها بالسلاسل، حيث لجأت إلى شل حركة "عبد اللطيف" منذ كان طفلا، أي قبل مدة تناهز 20 سنة، وذلك لمنعه من تناول الأتربة والأعشاب وأكياس البلاستيك. وأكد محمد الخراز، والد "عبد اللطيف"، البالغ من العمر 29 عاما، في اتصال هاتفي مع "أخبار اليوم"، أنه يعمد إلى تكبيل قدم ابنه بالسلاسل الحديدية منذ كان طفلا، وذلك ببيت الأسرة الكائن بدوار العجالية بجماعة تزروت بقيادة مولاي عبد السلام بن مشيش، لمنعه من الخروج كي لا يتيه بعيدا عن الدوار، ولكي لا يتناول كل ما يصادفه في طريقه، من أتربة ونباتات وقطع أكياس البلاستيك، حيث لا يمكنه التمييز بين ما هو ضار وما هو نافع، إذ بالرغم من تكبيله يحاول عبد اللطيف إحداث حفر صغيرة بأرضية البيت بحثا عن الأتربة كي يلتهمها في غفلة من والديه، يقول رب الأسرة. وسرد والد "عبد اللطيف" في حديثه ل "أخبار اليوم"، حجم المعاناة التي يكابدها وسط أسرته المكونة من الأم و8 أبناء، ضمنهم 5 أبناء يعانون من إعاقة ذهنية وعدم القدرة على النطق، من بينهم 3 ذكور، هم عبد اللطيف ومحسن (26 سنة) ورفيق (24 سنة)، وبنتان هما خديجة (32 سنة) وسعيدة (15 سنة)، حيث تبقى حالة عبد اللطيف هي الأكثر تعقيدا، إذ كلما فك قيده إلا وينطلق دون توقف ويشرع في التهام كل ما وجده في متناوله، مشيرا أنه فكر منذ سنوات في علاجهم، فتوجه إلى مستشفى الرازي للأمراض العقلية بتطوان، لكن طبيبا أكد له أن المرض وراثي بسبب ما يعرف بزواج الأقارب، الناتج عن زواج محمد برحمة الخراز، البالغة من العمر 56 سنة وهي ابنة عمته.