في الوقت الذي تمر فيه القضية الفلسطينية بمرحلة حرجة في محيط عربي مضطرب، دعا عبدالإله بنكيران، رئيس حكومة تصريف الأعمال، في مهرجان افتتاح حملة وطنية شعبية انطلقت أول أمس الجمعة بالرباط، احتفاء بيوم الأرض الفلسطيني، إلى وحدة الفلسطينيين. وقال بنكيران إن: "الشعب المغربي لا يحب الفرقة، ويحب أن يرى الشعب الفلسطيني على كلمة واحدة"، مؤكدا "نحن حكومة وشعبا، وعلى رأسنا جلالة الملك، سنبقى نساند الشعب الفلسطيني إلى أن يسترجع كامل حقوقه". وتابع بنكيران حديثه قائلا إن: "الشعب المغربي اعتبر دوما أن القضية الفلسطينية قضية وطنية، وإذا كانت اليوم تمر بمرحلة حرجة، مثلما تمر المنطقة بظروف حرجة كذلك، فإن هذا لن يغيّر شيئا". وأطلقت فعاليات شعبية مغربية، من الرباط حملة شعبية بمناسبة مرور 100 عام على وعد بلفور، ورفعت شعار: "فلسطين تقاوم.. وأمة تتحرر"، وضمن هذا السياق قال عبدالقادر العلمي، منسق مجموعة العمل من أجل فلسطين، التي أطلقت الحملة وتضم ممثلي أحزاب سياسية وهيئات مدنية، "لا بد أن يعود الحق يوما لأصحابه"، وألح بدوره على وحدة النضال الفلسطيني، مؤكدا أن "عودة الحق يمر بوحدة الصف الفلسطيني، وتطبيق قرارات جامعة الدول العربية، بمقاطعة الكيان الصهيوني". وشهد المهرجان حضور شخصيات سياسية من المغرب من بينها الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبدالله، ورئيس حركة التوحيد والإصلاح عبدالرحيم شيخي، وقيادات في جماعة العدل والإحسان منهم محمد حمداوي، أما من الخارج فقد حضر منير شفيق، مفكر فلسطيني، ومطران القدس عطا الله حنا (رجل دين مسيحي)، إضافة إلى معن بشور أحد رموز النضال القومي العربي من لبنان. وخاطب مطران القدس، عطا الله حنا، الحاضرين بالقول: "إن باب المغاربة في القدس تنتظركم أيها المغاربة، كمحررين لها لنرفع راية الحرية، راية فوق كنائسها ومساجدها العتيدة". وتابع مؤكدا على وحدة النضال المسيحي الإسلامي داخل القدس بالقول: "من يعتدي على القيامة يعتدي على الأقصى، ومن يعتدي على الأقصى يعتدي على القيامة". وأفاد المطران نفسه المعروف بمواقفه الرافضة للصهيونية ولتهويد مدينة القدس إن "الاحتلال يسعى إلى طمس هوية القدس والاعتداء على مقدساته". ووجه خالد السفياني، رئيس المؤتمر القومي الإسلامي، من المهرجان رسالة مفتوح إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال "لست أنت من ترفض حل الدولتين". وزاد السفياني، "بل نحن الذين نرفض حل الدولتين لأننا لا نرضى بديلا عن كل أرض فلسطين". وسار المفكر الفلسطيني منير شفيق في الاتجاه نفسه، حيث دعا الشعوب العربية والإسلامية إلى أن تظل وفية لقضية فلسطين، إذ قال "يجب أن نظل أوفياء لفلسطين مهما طال الزمن، والنهاية لن تكون إلا بالتضحيات، وهو ما تقوم به المقاومة في غزة، ويجسده صمود المقدسيين في القدس وأهالي الضفة الغربية". وشدد شفيق على وحدة النضال من أجل فلسطين، موضحا أن "وحدة مواطني البلاد العربية بكل مكوناتهم الوطنية والعرقية والدينية، هي السبيل نحو تحرير أرض فلسطين". من جهته، اعتبر معن بشور، مفكر عربي من لبنان أن "اللقاء في الرباط في ذكرى يوم الأرض، يكتسب جملة من المعاني، منها أن التشبث بالأرض والنضال لتحريرها، مسؤولية الأمة كلها وليس الفلسطينيين وحدهم". معبرا عن أسفه من الوضع الذي تمر به المنطقة العربية حاليا بقوله: "إن الأرض في فلسطين تئن ألما وحزنا، من الدماء التي تسيل في أرجاء أمتنا نتيجة الاقتتال والاحتراب"، ولأنه "كلما غرقنا في الدماء من ليبيا إلى اليمن مرورا بسوريا وفلسطين، كلما ابتعدنا عن قضيتنا العادلة في فلسطين".