اتهم مرشح اليمين الفرنسي الغارق في المتاعب القضائية فرنسوا فيون الخميس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالوقوف وراء تسريبات إلى الصحافة لكن هذا الأخير نفى الادعاءات مشككا بنزاهة المرشح. بعد أن فاز فيون بشكل غير متوقع في الانتخابات التمهيدية لليمين وكان المرشح الاوفر حظا، باتت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن تتخطاه بمسافة في استطلاعات الرأي، وذلك بعد فضيحة الوظائف الوهمية المفترضة لزوجته واثنين من أبنائه التي انكشفت في أواخر يناير الماضي. وأدت هذه الفضيحة إلى توجيه الاتهام إلى فيون الأسبوع الماضي في ما يشكل سابقة لمرشح رئيسي في الانتخابات الفرنسية خصوصا بتهريب أموال عامة وبالتواطؤ لإخفاء أموال عامة. كما وسع القضاء التحقيق الثلاثاء ليشمل "الاحتيال والتزوير". واستدعى القضاء زوجته الثلاثاء لتوجيه اتهام محتمل إليها. تتوقع كل استطلاعات الرأي حاليا أن يخسر فيون رئيس الوزراء إبان حكومة نيكولا ساركوزي (2007-2012) في الدور الأول الذي سيتم في 23 أبريل، لكن مرشح اليمين شن هجوما مضادا عنيفا مساء الخميس على قناة "فرانس 2" الحكومية واتهم الرئيس بإدارة "مكتب سري". ورد فيون بحدة على صحافي سأله حول موقفه من المال، قائلا "منذ شهرين تغرقني الصحافة بسيل من الوحول". وتابع "هناك كتاب اطلعت عليه وسيصدر في الأيام المقبلة، كتبه صحافيون ليسوا أصدقاء لي بما أن اثنين منهما يعملان مع اسبوعية "كانار انشينيه" التي كشفت فضيحة الوظائف الوهمية المفترضة. وتابع فيون أن الكتاب الذي يحمل عنوان "أهلا بكن في ساحة بوغو" يكشف أن هولاند "يطلب كل التسجيلات القضائية التي تهمه إلى مكتبه، وهو أمر غير قانوني تماما". وطالب بفتح تحقيق "حول الادعاءات الموجودة في الكتاب، لأنها تشكل فضيحة دولة". "هولاند يطلب بتحويل كل عمليات التنصت التي تتم بأمر من القضاء وتهمه إلى مكتبه في ما يشكل مخالفة سافرة للقانون". وأضاف "كنا نبحث عن مكتب سري ولقد عثرنا عليه… اطلب هذا المساء بأن يتم التحقيق حول الادعاءات الموجودة في الكتاب لأنها يشكل فضيحة دولة". ونفى أحد معدي الكتاب ويدعى ديدييه آسو تأكيدات فيون المرشح "اليائس" الذي يحاول "إثارة حدث"، على حد تعبيره. وتابع آسو لإذاعة "فرانس انفو" "لم نكتب ذلك أبدا، والشخص الوحيد الذي يعتقد بوجود مكتب سري في الاليزيه هو فرنسوا فيون… هذا المكتب لا وجود له". أما هولاند فندد "بحزم بالادعاءات الكاذبة لفرنسوا فيون"، مؤكدا في بيان أن السلطة التنفيذية لم تتدخل منذ انتخابه في 2012، "بتاتا في أي مسالة قضائية، ولطالما التزمت باحترام استقلالية القضاء". وتابع البيان "أما بالنسبة إلى القضايا الخطيرة المتعلقة بالسيد فيون، (…) فإن رئيس الجمهورية لم يعلم بها إلا من الإعلام". وشدد البيان على أن "الرئاسة غير معنية بالفضيحة التي تشمل شخصا عليه الرد حولها أمام القضاء". كما علقت وزارة العدل الفرنسية على الاتهام وشددت في بيان أن "هذا المرشح الرئاسي صوت بشكل منهجي ضد كل نصوص القانون التي تعزز استقلال القضاء وشفافية الحياة السياسية. وكان فيون يعتبر من بين الأوفر حظا للفوز بالرئاسة بعد حصوله على تفويض اليمين في نهاية 2016، لكن الصحف بدأت تتداول أخبار عن وظائف وهمية حصلت عليها زوجته بينيلوب، ثم اضطر للاعتذار لقبوله بزات فاخرة بقيمة 13 ألف يورو قدمها له المحامي روبير بورجي الذي وصفه ب"الصديق". واقر فيون "لقد أخطأت بقبول البزات"، مضيفا "لقد أعدتها إلى هذا الصديق الذي أعرفه منذ أكثر من 20 عاما"، إلا أنه اعتبر في المقابل أن ما أوردته صحيفة "كنار انشينيه" بأن شركة "2 اف" للاستشارات التي يملكها تلقت مبلغ 50 ألف دولار لإقامة اتصال بين رجل أعمال لبناني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها "افتراء مهين".