في خطوة مفاجئة، قرر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الجديد، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إعادة مشاورات تشكيل الحكومة إلى نقطة الصفر. سعد الدين العثماني، أكد أنه "بعد لقاء الأمانة العامة لحزب المصباح، يوم أمس الأحد، والمشاورات، التي شهدها، تقرر بدء المشاورات الأولى لتشكيل الحكومة، بعقد لقاءات مع جميع الأحزاب السياسية، الممثلة في البرلمان تباعا، حسب نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة"، وهو ما يعني أن أول لقاء سيعقده العثماني سيكون مع إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. وأثارت خطوة العثماني عددا من التساؤلات والتخمينات لدى عدد من المتتبعين، الذين رأى بعضهم في انفتاحه على "البام" بوادر ميلاد تحالف جديد بين "العدوين اللذوذين". محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، سارع إلى نفي وجود أي تحالف بين حزب العدالة والتنمية، وحزب الأصالة والمعاصرة. وقال يتيم في تصريح لموقع حزب العدالة والتنمية، إنه "من السابق لأوانه الحديث عن التحالفات". وأضاف المتحدث ذاته، أن "ما سيقوم به رئيس الحكومة المعين، هو جولة جديدة من المشاورات، وليس من المفاوضات، إذ إن رئيس الحكومة يريد أن يستمع إلى كافة الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان". وسجل عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية "إن تحديد المشاورات الأولى مع كل الأحزاب في البرلمان لا تفيد من يكون، ومن لا يكون في البرلمان". "ورقة ضغط" على أخنوش من جهته، اعتبر عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض في مراكش، أن سعد الدين العثماني استفاد من أخطاء سلفه عبد الإله بنكيران، الذي جعل نفسه محصورا بين أحزاب محددة، ما أعطاها فرصة لفرض شروطها، وإملاءاتها عليه. ويرى العلام، في حديثه ل"اليوم 24″، أن انفتاح العثماني على "البام" يرجع إلى كونه لم يهاجمه في الانتخابات التشريعية الأخيرة، عكس عبد الإله بنكيران، الذي ظل يعتبره خطاً أحمراً، لكن هل يمكن أن يتكلل هذا الانفتاح بمشاركة "البام" في حكومة العثماني؟ وأجاب عبد الرحيم العلام أن سعد الدين العثماني، "لا يريد أن يكرر منهجية بنكيران نفسها، التي أدت إلى الفشل، فإعادة المشاورات إلى الصفر، الهدف منه، بحسب العلام، الضغط على الأحرار، خصوصا أن حصر التحكم في "البام" اتضح أنه غير صحيح، بعدما غير استراتجيته، وأصبح ممثلا في الأحرار، والحركة الشعبية، والاتحاد الاشتراكي، ما يعني أن التشاور مع "البام" سيكون وسيلة ضغط على أخنوش، الذي سيكون مضطرا إلى التخلي عن الاتحاد الاشتراكي، والقبول بشروط العثماني، خصوصا إذا ما أعاد هذا الأخير التلويح بورقة إشراك حزب الاستقلال". "ذكاء كبير" حسن بويخف، رئيس تحرير أسبوعية التجديد، المقربة من حزب العدالة والتنمية، اعتبر أن بدء المشاورات من الصفر "خطوة إلى الوراء من أجل فتح الباب في الأمام". وأضاف بويخف تعليقاً على من اعتبروا لقاء العثماني مع "البام" سيكون تراجعا على شعارات الحزب "نعم هناك تراجع، وهو واضح، وهل هناك سياسة دون مناورة؟ هل ينبغي أن ينطلق الرئيس الجديد من البلوكاج؟ هل من خيار آخر"؟، يتساءل بويخف. ويرى بويخف أن بدء المشاورات مع حزب التجمع الوطني للأحرار سيكون تكراراً للخطوات نفسها، التي قام بها بنكيران، والتي من الطبيعي أن تعطي النتائج نفسها. وسجل بويخف، أن "إدخال البام في الحساب، تخريجة ذكية من شأنها فتح المجال لإشراك الاستقلال أيضا، وبالطبع فالنتيجة تتوقف على خلاصات الجولات الأولى".