ساعات قليلة بعد انتهاء نساء الريف من مسيرتهن الأولى من نوعها بمنطقة الريف، والتي تم تنظيمها بالتزامن مع إحياء نساء العالم لليوم العالمي لحقوق النساء، خرج شيخ سلفي ينحدر من الحسيمة ويقطن ببلجيكا، بتصريحات أثارت غضب النسوة اللائي صدحن بحناجرهن في شوارع الحسيمة. واختار "أبو شيماء"، وهو اللقب الذي يعرف به الشيخ السلفي، التعليق على ملابس المشاركات، حيث قال بأنه لم يكن من المشاركات في تنظيم المسيرة ولو واحدة غير متبرجة، قبل أن يضيف لم تكن ولو واحدة تلبس الحجاب، قبل أن يتساءل ما إذا كان هؤلاء النسوة هن اللائي سيسدين النصح للأجيال القادمة؟ "أو اللائي يخرجن الأطفال لإعلاء كلمة الله"، على حد تعبيره، قبل أن يجيب ويجزم بالنفي. تصريحات أبو شيماء التي أطلقها في برنامج المحادثات "بالتوك"، أثارت موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اختار العديد من النشطاء المنحدرين من الريف الرد على "هجومه" على نساء الريف، والتصدي لتصريحاته، بالتأكيد على دور النساء في رفض الظلم والوقوف إلى جانب الرجل في الدفاع عن الحقوق والكرامة، بل إن بعضهم تجاوز ذلك واختار النبش في ماضي الشيخ، وتذكيره بإحدى المحاكمات التي تعرض لها في الخارج بسبب نشاطه هناك. وفي هذا السياق، قالت نوال بنعيسى، ناشطة بالريف، إن تصريحات أبو شيماء لا تستحق في الحقيقة الرد، قبل أن تتساءل في اتصال مع "أخبار اليوم" عن علاقة الدين وما قاله أبو شيماء بمسيرة النساء التي نظمت؟ قبل أن تضيف بأن عددا كبيرا من النساء اللائي خرجن أمس من المحجبات. وأكدت نفس المتحدثة أنه بالنسبة لأمور الدين، كل واحد سيحاسب حسب عمله، وأن الحجاب ليس مقياسا، "نحن خرجنا ضد الحكرة ولنقول لا للتهميش"، تضيف بنعيسى التي قالت بأن التعرض لنساء الريف هو خط أحمر، مشيرة إلى أنها هي نفسها لا تهزها تصريحات الشيخ المعني، وسبق أن تعرضت لمثل هذه التهجمات من قبل، ولم تستبعد المتحدثة نفسها أن تكون تصريحات الشيخ المعني تصب في اتجاه محاولة الضغط على النساء الفاعلات في الحراك لإجبارهن على إخلاء الساحة.