في خرق للبروتكول الملكي، حصل عضوا هيئة الإنصاف والمصالحة مبارك بودرقة وأحمد شوقي على رخصة مكنتهما من الطيران في الوقت نفسه مع إقلاع طائرة الملك محمد السادس وذلك ضمن زيارة له للأقاليم الجنوبية خلال شهر مارس من سنة 2006. وتعود تفاصيل القصة حسب مذكرات امبارك بودرقة وأحمد شوقي بنيوب "هكذا كان"، إلى رغبة هذين الأخيرين لحضور حفل كانت تنظمه هيئة للانصاف والمصالحة للاحتفال بسكان قرية تزممارات نيابة عن إدريس بنزكري الذي لم يتمكن من الحضور نظرا لتزامن الحفل مع جلسات علاجه بفرنسا. وتزامن الاحتفال بحضور بودرقة وشوقي في مدينة العيون لمتابعة ملف ضحايا شركة "فوسبوكراع"، ومع نهاية اشغالهم وجدا صعوبة للوصول إلى "تزممارت"، ذلك أن الطائرة الوحيدة التي ستغادر العيون إلى مدينة الدارالبيضاء لن تكون رحلتها إلا في مساء 25 ماري، أي بعد انتهاء الحفل. هذا واتصل بودرقة حسب المصدر ذاته بحسن الدرهم النائب البرلماني لمدينة العيون آنذاك، يستأذنه في استعمال طائرته الخاصة لنقلهما من العيون الى مدينة الراشدية، لم يتردد الدرهم في الموافقة إلا أنه أخبره أنه هناك عائق لتنقل الطائرة من الدارالبيضاء نظرا للزيارة الملكية. وأضاف " إذا تمكنتم من الحصول على رخصة خاصة فهي في متناولكم". وفي 24 مارس والجميع على طاولة الغداء، توجه شوقي إلى الشرقي الضريس الذي كان واليا لمدينة العيون، طالبا منه بعد توضيح الموضوع، التفضل بنقل طلب تسهيل تنقل طائرة حسن الدرهم. ودون أن يشعر الأول توقف الوالي عن الأكل وتوجه إلى شوقي قائلا "ماذا عملت فيك يا سيدي حتى تسلمني هذه الهدية، من القادر على رفع هذا الطلب ونحن في عز الزيارة الملكية؟" وأضاف "الا تعلم أنه عند إقلاع الطائرة الملكية يتم إخلاء المجال الجوي، فكيف لطائرة الدرهم أن تطير من البيضاء إلى العيون ومن العيون إلى الراشدية وفي وقت مفترض فيه أن يغادر جلالة الملك محمد السادس". ومع ذلك يضيف مؤلفا الكتاب أنهما الحا على طلبهما واخبراه أن المطلوب من سيادته هو فقط نقل الطلب إلى أهل الحال والعقد. وقبل التاسعة ليلا من نفس اليوم كان الجواب بالايجاب، وبادر بودريقة إلى أخبار الدرهم أن بإمكان طائرته مغادرة البيضاء وفق التعليمات التي سيتلقاها ربانها من الجهات المتخصصة. وصبيحة يوم الخميس 25 مارس انتقل شوقي وبودريقة إلى مطار العيون وكان شبه مغلق، وبعد دخولهما إذا بضابط من الحرس الملكي يتقدم نحوهما معتذرا، ومخبرا أن طائرتهما وصلت متأخرة ومن الدارالبيضاء وطلب منهما الانتظار بعض الوقت، إذ بمجرد إقلاع طائرة الملك محمد السادس وبعدها طائرة الأمير مولاي رشيد ستقلع طائرتهما.