أسهب وزير العدل والحريات، المصطفى الرميد، كثيرا في توجيه "الوصايا"، و"التحذيرات"، إلى الملحقين القضائيين الجدد، ونبههم إلى التقليد في اللباس، والمظهر الخارجي، وحثهم على التراجع عن عادتهم، التي مارسوها كشباب قبل أن تطأ أقدامهم المعهد العالي للقضاء. الرميد، الذي كان يتحدث، خلال حفل استقبال الفوج 42 من الملحقين القضائيين، اليوم الاثنين، في الرباط، قال بلغة التحذير إنه "لا مكان في المعهد العالي للقضاء، الذي ستتلقون فيه التكوين، للمظهر غير الملائم، سواء في اللباس، أو تسريحة الشعر، أو غيره". وخاطب الرميد الملحقين القضائين أنه "لا يمكن أن نقبل في هذا المعهد بمن يصنع خرائط بشعر رأسه"، واعتبر أن هذا المظهر "لا يبعث على الاحترام"، بالنسبة إلى مسؤولين قضائيين، حديثوا الالتحاق بالقضاء. وأضاف وزير العدل والحريات أن المعهد العالي للقضاء يعطي الحرية للوافدين عليه، لكن "لا يمكن أن تتخذ هذه الحرية أوضاعا غير ملائمة". وشدد الوزير ذاته على أن الملحقين القضائيين يجب أن يعتنوا جيدا بمظهرهم الخارجي ليكون "ملائما، وحسنا، وذي هيبة"، بعدما اعتبر أن الصور النمطية، التي يُؤْمِن بها الناس تتمثل في كونهم يصنفون بعضهم، حسب مظهرهم، "ونحكم بالظاهر على أن هذا محترم، وله مكانة محترمة من عدمها، بناء على المظهر الخارجي". وتابع الرميد أنه "على الرغم من أنه يبدو لكم أن حديثي بتفصيل عن المظهر، واللباس بمثابة غوص في جزئيات كثيرة، "لكن تأكدوا أن هذا الموضوع من صلب المهام، والمسؤولية التي يتكلفون بها". وأوصى الرميد مدير المعهد العالي للقضاء، عبد المجيد غميجة، بعدم التساهل مع هذا الفوج، والأفواج الأخرى من الملحقين القضائيين في قضية الحضور اليومي إلى المعهد. وقال الوزير نفسه إنه "لا تسامح مع التأخر في الحضور، وإذا تكرر هذا السلوك، فإن إدارة المعهد عليها تطبيق القانون الداخلي"، الذي يرتب الجزاءات على عدم المنضبطين به، على أن "تقدر أسباب التأخر بقدرها". وأبرز الرميد أن الذين يعتبرون أنه بمجرد ولوجهم إلى المعهد العالي للقضاء يكونون قد تخطوا كل المراحل، وأصبحوا موظفين، فإن "ذلك أصبح جزءً من الماضي"، ملمحا إلى أنه سيتم ترسيب كل من لم يجتهد، ويتفوق خلال السنتين، اللتين سيتلقى فيها هؤلاء الملحقين القضائيين التكوين بهذا المعهد قبل أن يتم تعيينهم في المحاكم. واعتبر الرميد أن الجد والاجهاد غير كافيين لتكوين الملحقين القضائيين، مشددا على أن الجميع مطالب بالحرص على "النزاهة، والاستقامة المطلوبين، وعدم مخالطة الأراذل، وتجنب ملامسة الرذائل، وأن يتورعوا في لمس ما ليس فيه بأس لكي لا يسقطوا فيما فيه بأس". وأكد وزير العدل والحريات، خلال اللقاء ذاته، أن "القضاء لم يجعل للغنى"، واعتبر أن "من يسعى إلى ذلك فقد أخطأ الطريق".