ذكرت المجلة الفصلية للأمم المتحدة، "إفريقيا المتجددة"، في عددها الأخير، أن المملكة المغربية تبرز ك"قوة اقتصادية كبرى" في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، وتعتزم أيضا "العودة إلى الاتحاد الإفريقي، الذي غادرته منذ عدة عقود"، مبرزة الحملة التي يقوم بها المغرب سواء على المستوى الاقتصادي أو الدبلوماسي للعودة إلى الاتحاد الإفريقي، الذي من المقرر أن يعقد قمته المقبلة أواخر يناير الجاري بأديس أبابا في إثيوبيا. وكتبت المجلة في مقال تحليلي بعنوان: "الاتحاد الإفريقي: الحملة المغربية"، أنه "ببطء وبشكل تدريجي، أضحى المغرب قوة اقتصادية كبرى في إفريقيا جنوب الصحراء، ويعتزم أيضا العودة إلى الاتحاد الإفريقي الذي غادره منذ عقود". وذكر كاتب المقال، فرانك كويونو، بأن المملكة طورت علاقاتها الاقتصادية مع العديد من البلدان في القارة منذ مغادرتها للاتحاد، مشيرا إلى أن المغرب يعمل من أجل تعزيز هذه الروابط، والوصول إلى تسوية نهائية لقضية الصحراء. وأضاف أن حجم التجارة المغربية نحو باقي بلدان القارة سجل خلال الفترة الممتدة من 2004 إلى 2014 ارتفاعا بمعدل 13 في المائة سنويا (3.7 مليار دولار)، 42 في المائة منها مع إفريقيا جنوب الصحراء، وهو ما يمثل 6.4 في المائة من تجارة البلد خلال هذه الفترة. وذكرت المجلة، نقلا عن تقرير صادر عن مؤتمر الأممالمتحدة حول التجارة والتنمية، أن "التغيير الأبرز تمثل في الاستثمار المباشر للمغرب في إفريقيا"، حيث استثمرت المملكة 600 مليون دولار خلال سنة 2015. ولاحظت أنه خلال العقد المنتهي سنة 2016، بلغت الاستثمارات المغربية في إفريقيا جنوب الصحراء 85 بالمائة من مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وذكرت، في هذا السياق، نقلا عن تقرير صادر عن "إرنست آند يونغ"، أن استثمارات المملكة تمثل "أعلى مستوى من الاستثمارات في القارة على مدى أكثر من عشر سنوات." وسجلت أن الاستثمارات المغربية تتركز أساسا في مجالات البنوك والاتصالات، "وهي قطاعات شكلت خلال سنة 2013 نحو 88 في المائة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفريقيا جنوب الصحراء". وأشارت إلى الحضور القوي للخطوط الملكية المغربية في إفريقيا، والتي "حافظت على رحلات منتظمة نحو غرب إفريقيا خلال فترة الانتشار القوي لوباء إيبولا"، حيث سجلت رحلاتها نموا نحو إفريقيا انتقل من 14 سنة 2007 إلى 32 سنة 2016.
وأضافت المجلة أن المغرب حاضر أيضا في قطاع التأمينات، حيث بدأت مجموعة سهام للتأمين "في القيام بأنشطتها في 10 بلدان إفريقية سنة 2010، وتواصل نموها في كافة أنحاء إفريقيا."
وأبرزت المجلة أن المغرب يحظى، في طلبه للانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، بدعم مجموعة لا تقل عن 28 بلدا إفريقيا، مذكرة بأن هاته البلدان وجهت ملتمسا لإدريس ديبي اتنو، رئيس جمهورية تشاد والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، من أجل تعليق مشاركة "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" الوهمية مستقبلا في أنشطة الاتحاد، وجميع أجهزته، بهدف تمكين المنظمة الإفريقية من الاضطلاع بدور بناء، والإسهام إيجابا في جهود الأممالمتحدة من أجل حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء.