تحولت العبارة الشهيرة، التي تضمنها البلاغ الأخير لرئيس الحكومة، المعين، عبد الإله ابن كيران، الموجه إلى كل من أخنوش، والعنصر، والتي قال فيها "إني أستخلص أنك في وضع لا تملك فيه أن تجيبني"، إلى موضوع للسخرية من استقلالية القرار السياسي، والحزبي داخل حزبي التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية بالأساس. ونسج رواد الفضاء الأزرق عدة قصص افتراضية، توظف هذه العبارة للاستهزاء من الوضع، الذي وصلت إليه بعض الأحزاب في المغرب، عندما تحولت إلى أداة للتوظيف السياسي، لمواجهة بعضها بعض بهدف خدمة أجندة لوبي سياسي، أو اقتصادي، أو بعض دوائر القرار السياسي، والاقتصادي. وانبرى بعض الفيسبوكيين إلى إسقاط هذه العبارة الواردة في بلاغ ابن كيران، الذي أوقف فيه المشاورات السياسية إلى إشعار آخر، على عدة قصص خيالية، وافتراضية. وتداول بعض الفيسبوكيين عبارة أن "mode AKhnouch "، تعني: وضعية لا تسمح لي بالإجابة"، فيما كيّف آخرون العبارة بقصة افتراضية لخطيب تخلى عن خطيبته بسبب عدم ردها على مكالماته، قبل أن يرسل لها رسالة توظف العبارات نفسها، التي وردت في بلاغ ابن كيران، إيذانا بنهاية علاقة الخطوبة، في إشارة إلى القوة البلاغية، التي تضمنها بلاغ ابن كيران في كشف المناورات، التي تحيط بمسار المشاورات لتشكيل الحكومة.
كما تكشف هذه العبارات أن ابن كيران فضح الأحزاب، التي تريد أن تنقلب على نتائج انتخابات 7 أكتوبر، بنهج أسلوب الضغط والابتزاز، وفرض الشروط المسبقة، بهدف تجريد ابن كيران من كل الصلاحيات التقريرية في الحكومة المقبلة، وبعث رسالة مفادها أنه ليس دائما من يحصل على المرتبة الأولى في الانتخابات بإمكانه أن يقرر في مصير الشعب المغربي، ويحكم كما يحلو له، وهو ما رفضه ابن كيران في بلاغ، وأيدته الأمانة العامة لحزبه. وكان عبد الإله ابن كيران قد خاطب أخنوش، في بلاغه الأخير، بالقول "بما أن المنطق يقتضي أن يكون لكل سؤال جوابا. وبما أن السؤال الذي وجهتُه للسيد عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار (..) وهو السؤال، الذي وعدني بالإجابة عنه بعد يومين، وهو الأمر الذي لم يفعل، وفَضَّل أن يجيبني عبر بلاغ خطه مع أحزاب أخرى، منها حزبان لم أطرح عليهما أي سؤال.. فإنني أستخلص أنه في وضع لا يملك معه أن يجيبني، وهو ما لا يمكن للمفاوضات أن تستمر معه حول تشكيل الحكومة..وبهذا يكون معه قد انتهى الكلام..".