وجه خمسة مواطنين إسبان، اتهامات لعناصر من البحرية الملكية، ب"إطلاق النار"، عليهم عندما كانوا يقومون برحلة صيد على متن دراجة مائية سريعة بطريقة غير شرعية، في المياه المغربية، بالقرب من خليج مدينة سبتةالمحتلة، أول أمس الثلاثاء، حوالي الساعة الثانية والنصف مساء. مما أدى، إلى إصابة إسبانيين على مستوى الركبة والبطن، أحدهما يوجد في حالة خطيرة، حسب ما كشفه مصدر أمني ل"اليوم24″، بالشمال، وما أورده موقع "الاستريتشو" الإسباني، ومصادر إعلامية أخرى. هذه القضية من المنتظر أن تثير جدلا كبيرا، لاسيما أنها تأتي في الوقت الذي لازالت فيه السلطات الإسبانية تحقق في قضية إطلاق البحرية الملكية المغربية النار يوم 27 أكتوبر 2013 على شابين إسبانيين في مياه الناظور عندما كانا على متن زورق، مما أدى إلى وفاتهما. وكشفت وكالة الأنباء "أوروبا بريس"، وموقع "فيفاس"، نقلا عن مصادر من الحرس المدني، أن الإسبان الخمسة أكدوا لحظة الاستماع إليهم أنهم تعرضوا لعملية إطلاق النار من قبل دورية تابعة للبحرية الملكية المغربية في المياه المغربية، وعلى بعد 20 ميلا من مدينة سبتةالمحتلة. في المقابل، كشف موقع "أندالوسيا إنفورماثيون"، أن السلطات الإسبانية تحمل القضية محمل الجد، إذ فتحت تحقيقا للتأكد فعلا حول ما ان كان الأمر يتعلق بإطلاق عناصر البحرية المغربية النار على مواطنين إسبان، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مسألة تصفية حسابات بين مهربي المخدرات الذين ينشطون في هذه المنطقة بكثرة. وفي ظل غياب أي رد رسمي من السلطات المغربية، لنفي أو تأكيد الاتهامات الإسبانية، حاول "اليوم24″، الاتصال بوزيرة الاتصال، باسمة الحقاوي، إلا أن هاتفها كان خارج التغطية. سبب المشكل وبالعودة إلى تفاصيل القصة، بأكملها من خلال مجموعة من التقارير الإعلامية الإسبانية، التي اطلع عليها "اليوم24″، فإن دراجة مائية بطول 12 مترا وثلاثة محركات قوية، تستعمل بكثرة من قبل مهربي الحشيش من الشمال المغربي إلى الجنوب الإسباني، كانت ترسو بالقرب من دراجة مائية ثانية في المياه المغربية في خليج سبتة. وذلك، قبل أن تتدخل البحرية المغربية، لإيقاف طاقمي الدراجتين، للاشتباه في قيامهما بعملية إفراغ وشحن للحشيش، غير أنهما لاذا بالفرار. وهو ما دفع عناصر البحرية المغربية، لإطلاق النار على الدراجة الأولى، وإصابة اثنين من "المهربين"، فيما تمكن أفراد الدراجة الثانية من الفرار صوب سواحل قاديس الإسبانية. وفي ظل الوضع الحرج للمهربين المصابين، اضطر طاقم الدراجة الأولى إلى التوجه صوب ميناء مدينة سبة القريب من مكان الحادث بدل مدينة قاديس من أجل إسعافهما، إذ تم نقلهما على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي بسبتة. فيما قامت عناصر الحرس المدني، بإخضاع الدراجة المائية للتفتيش، حيث عثرت على قارورات من الوقود ورادار مجهز بتقنية "GPS"، في حين لا يزال التحقيق مستمرا مع طاقم الدراجة، الذي يدعي أنه كان في رحلة صيد، رغم أن الدراجة التي استعملوه لا يستخدمها الصيادون، بل مهربو الحشيش. ولم يتم العثور لديهم على أي أدوات تثبت أنهم كانوا فعلا في رحلة صيد، بحسب المعطيات المتوفرة.