كشف تحقيق مثير لموقع "صوت الجنوب"، الإسباني، حكايات مثيرة، ومعاناة مؤثرة لأطفال مغاربة، غير مصحوبين بالجزيرة الإيبيرية، دفعهم الفقر والهشاشة وانسداد الأفاق إلى ركوب البحر، من أجل ضمان مستقبل أفضل بأوروبا وإعالة الأسرة في المغرب. حسن وخالد ومحمد (سيمو)، هم ثلاث أطفال مغاربة يتقاسمون نفس المعاناة والأحلام داخل شقة منحتها لهم المنظمة غير الحكومية "متطوعون من اجل عالم آخر" بمدينة "خيريز" من أجل إنقاذهم من براثين الشارع خوفا من ارتمائهم في أحضان الجريمة والجماعات الإرهابية.
"عارض والدي هجرتي إلى أوروبا، لكن لم يكن لدي أي مستقبل هناك"، هكذا يعلق الطفل المغربي حسن بالغموري، الذي بالكاد يبلغ ال16 ربيعا عندما هاجر إلى إسبانيا، على متن "قارب الموت". حسن، الذي يتحدر من أحد المناطق المجاورة للعاصمة الرباط، يلح على ان السبب الرئيس للمغامرة بحياته هو "البحث عن حياة أفضل". يحكي ان الوصول إلى إسبانيا كلفه ثلاثة أيام، على متن زورق مهترئ، رفقة 65 مهاجر آخرا. "لم أكن خائفا حينها، لأنني عوام"، يقول بحماسة الشباب. ويضيف أنه قبل الهجرة كان يشتغل مع والده الصياد في البحر، وذلك من أجل توفير مليون سنتيم ليضمن له "مقعدا" في "قارب موت"، وهو ما تمكن من تحقيقه، تاركا وراءه خمسة أشقاء. في نفس الشقة، يتواجد، كذلك الشاب المغربي، سيمو الجواهري. الذي يشير إلى أن الوصول إلى إسبانيا كلفه، على عكس الآخرين، الكثير، إذ اضطر لدفع 6 ملايين سنتيم، لشبكات التهريب من اجل الوصول إلى السواحل الإسبانية، على متن "قارب موت". كان سيمو يشتغل مع والده الفلاح في الحقل، لكن أمام صعوبة وضعف مردودية العمل في الحقل، إلى جانب انسداد الآفاق، اضطر إلى الهجرة من اجل "مساعدة الأسرة، رغم انها لم تطلب مني ذلك". ويردف أن يسعى للعمل بغية تعويض أسرته بالمغرب "على ما قاموا به من أجلي". خالد كريم، كان آخر واحد يصل قبل ثلاث سنوات إلى إسبانيا، من بين هؤلاء الثلاثة. في سن ال15 ربيعا أخبر والديه، أنه ذاهب في رحلة مع أصدقائه، لكن في الحقيقة كان قد قرر الهجرة إلى إسبانيا. وكان يعرف ان والديه لن يسمحا له بالهجرة السرية لذلك خطط لها في سرية. كان يشتغل في المغرب كميكانيكي ونجار، في الوقت الذي كان من المفروض أن يكون في المدرسة. ويحكي، كذلك، أنه وصل على متن "قارب الموت"، إلى مدينة سبتةالمحتلة، حيث كان "يعيش رفقة 300 قاصر آخر"، أغلبهم مغاربة. ويضيف أن خلال مسار الوصول الانتقال إلى الداخل الإسباني اعترضته الكثير من المشاكل، لتستمر تلك المعاناة حتى بعد بلوغ الخزيرات، حيث احتضنته عائلة قبل أن تطرده، بدعوة أنه أصبح راشدا. ليضطر للعمل موزع للبضائع. كما قضى بعض الوقت يتسكع في الشوارع. رغم كل الصعاب. ويشير خالد إلى انه يريد ان يكمل دراسته في تخصص ألمكانيك من اجل "العمل وربح الأموال بهدف مساعدة أهلي"، هؤلاء الذي يتذكرهم قائلا:"جاهدوا من أجلي والآن جاء الدور علي لأجاهد من اجلهم".