كشف تحقيق لصحيفة "الإسبانيول"، أن 400 مهاجراً غير نظامي من إفريقيا جنوب الصحراء، وضعوا طلباتهم في النصف الأول من اليوم الأول (أمس الخميس) لبدء عملية استقبال الطلبات. وأضاف، أن هذه المبادرة من شأنها أن تدفع الكثير من المهاجرين للعدول عن فكرة المخاطرة بأرواحهم عبر اقتحام السياجات الحدودية للمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، أو ركوب "قوارب الموت" المهترئة صوب "الفردوس الأوربي". غير أن التحقيق اعتبر وضع شرط أن يكون كل مرشح قضى 5 سنوات فوق التراب الوطني لتسوية وضعيته قد يجعل العديد من المهاجرين خارج هذه المبادرة الفريدة من نوعها في المنطقة، في الوقت الذي تعمل الجزائر على طرد وترحيل هؤلاء المهاجرين إلى حدودها مع النيجر. وقدم التحقيق شهادات مهاجرين أفارقة، استبشروا خيراً بهذه المبادرة. في هذا الصدد، قال المهاجر الكاميروني بول آلان نايمسي، الذي تقدم يوم أول أمس إلى ولاية الرباط لوضع طلبه: "جئت إلى المغرب للعبور إلى أوربا، لكن بعد فشلي في 40 محاولة للعبور إلى إسبانيا، من خلال اقتحام السياجات الحدودية، أفضل الاستقرار هنا". الكاميرون البالغ من العمر 44 عاماً، كشف أنه ينتظر بفارغ الصبر تسوية وضعيته بعد قضائه 13 عاماً في المغرب. ويشير إلى أنه يسعى للاندماج في المجتمع المغربي، والاشتغال في تخصصه في ميدان إصلاح الأجهزة الإلكترونية عوض الاعتماد على صدقات الآخرين. مهاجر آخر ينحدر من ساحل العاج، يسمى جاه بونغو اعترف، قائلا: "أن تكون في المغرب فأنت في إفريقيا". وأضاف "لم آت للمغرب من أجل العبور إلى أوربا، بل لغرض الاستقرار والعمل هنا". يشرح المتحدث ذاته، أنه وصل إلى المغرب قبل 5 سنوات، في ظل تدعيات الأزمة التي ضربت بلده سنة 2010، بحثاً عن "مجال مناسب لتطوير مهاراته الفنية كالموسيقي والرسام". واعتبر بونغو، أن المغرب نقطة تقاطع ثقافية بين أوربا وإفريقيا جنوب الصحراء. يحكي هذا المهاجر، أن لديه صديق من الكونغو كان معه في المغرب قبل أن يتمكن من العبور إلى أوربا، غير أن صديقه ينشط حفالات في أوربا ويعود للاستقرار في المغرب. حتى المهاجرات مثل الإيفوارية جوتيه كوديا، تتمنى أن تسوى وضعيتهن للاستقرار بالمغرب. وقالت جوتيه، التي وصلت إلى المغرب قبل أربع سنوات، إنها تريد أن تشتغل في مقاولة مغربية. "الآن مع حصولي على بطاقة الإقامة أحلم بالحصول على عمل صغير من اجل التنفيس عن معاناتي".