بمجرد ما تطأ قدماك مدينة خنيفرة، وتتوغل وسط أحياءها العتيقة، ترمق أحياء سكنية قديمة، وتبدو بجلاء من خلال معاينة مجموعة من المنازل التي تآكلت جنباتها وظهرت عليها علامات التصدع، وبصم عليها الإهمال تهاون الجهاز المسؤول عن النهوض بواقع البنية التحتية للمدينة. مصدر من المجلس البلدي، أكد في تصريح ل"اليوم24″ أن المجلس قدم مساعدات مادية وتقنية لقاطني هذه الأحياء، وذلك انطلاقا من مشروع يهدف إلى إعادة بناء الدور والمنازل الهشة، لكن ما يقف عائقا أمام هذه المبادرة هو نقص ذات اليد بالنسبة للسواد الأعظم من قاطني هذه الأحياء، الشيء الذي يفشل مخطط إعادة التأهيل والتنمية في بعدها الاجتماعي.
بلدة القباب.. شقوق وتصدعات أو الدمار المؤجل.. في الطريق إلى مدينة بني ملال، وبمجرد سلوكك منعرجات "مزبلة" خنيفرة، تظهر قرية القباب المثبتة منازلها في سفح جبل"بوزال ". في تسميتها إيحاء للموقع الجغرافي الشبيه ب"القبة" وهي المكان التلي المرتفع. تعاني الساكنة المحلية للقباب من هشاشة البنية التحتية، وخاصة المنازل، التي تتأثر بعملية انسلاخ التربة وانجرافها، حيث يؤدي تهاوي الجزء الأسفل من هذه الأخيرة إلى ظهور شقوق وتصدعات على جدران البيوت، تزرع الرعب في قلوب السكان وتجعل ليلهم كنهارهم، على اعتبار الفزع الذي يسكنهم نتيجة جدران بيوتهم المتمايلة وسقوف حجراتهم المتشققة. معطيات قدمها عضو بالمجلس القروي للقباب، في تصريح ل"اليوم24″، كشفت عن مشروع إعادة الإسكان المرتبط بمشكل المنازل الآيلة للسقوط كان قد أقره المجلس في السنوات الأخيرة، حيث تم اقتراح حي " إسيغدن" ودوار "لندى" كوجهة بديلة للمتضررين، فضلا عن مساعدات أخرى في عملية البناء. قرية الهري.. تاريخ المقاومة وحاضر المعاناة لم يشفع تاريخ جماعة الهري، 12 كلم عن مدينة خنيفرة،المليء بالأمجاد والبطولات، في النهوض بالبنية التحتية والاجتماعية المتردية لسكان القرية، وأساسا فيما يخص الوضع السكني الهش. بؤس حقيقي تكشف عنه حالة الأزقة والدروب التي تخترق أحياء القرية، كما تترجمه بيوت الطين والإسمنت غير المكتملة البناء والمنتشرة على طول الشارع الرئيسي و داخل مركز الهري؛ واقع مؤلم ينسيك شعار التنمية ويحطم قناعتك في تطوير البنية التحتية لمجتمعات العالم القروي، سيما في منطقة ارتبط اسمها بالمقاومة والنضال ضد الاستعمار، وبصم عليها الحاضر أشكالا من اليتم والقهر، على الرغم من بعض المبادرات التي يقوم بها المجلس الجماعي، والتي لم تستسطع أن تنتشل المنطقة من واقع الحرمان والمعاناة، وأن تقوي وضعية البنية السكنية لأسر معوزة، تمنعهم عزتهم وأنفتهم من الاستجداء أو مد اليد فيما يعتبر حقا مشروعا وثابتا.
زاوية توقديمت بأيت إسحاق نموذج لدور عتيقة في حاجة إلى تأهيل تعتبر جماعة أيت إسحاق واحدة من الجماعات القروية التي أخطاتها رياح التنمية والتطور، وذلك نتيجة هشاشة البنية التحتية وتعطل مشاريع التنمية التي يتوق إليها أهل البلدة. وكما هو الشأن بالنسبة لمنطقة الهري والقباب وخنيفرة، تشكو أيت إسحاق من تردي وضعية الدور العتيقة التي عمرت مدة من الزمن دون أن تخضع للتأهيل أو إعادة الترميم، الشيء الذي يخلق قلقا في نفوس الساكنة بسبب سوء أحوال هذه البيوت التي تآكل جزء منها وصار المكوث بها ضرورة فقط، لغياب بديل أكثر أمنا وحماية. هذا الوصف ينطبق على حي "زاوية توقديمت" الذي يعتبر تجمعا سكانيا عتيقا يستوجب العناية والقليل من الاهتمام من أجل إعادة ترميمه وإصلاحه.