بعد معاناتها لفترة طويلة من المرض الذي ألزمها الفراش، وجدت المطربة المغربية، نادية أيوب، نفسها في مواجهة معاناة أخرى لا تقل وطأتها عن معاناة المرض، وذلك بعد تماثلها للشفاء. فمنذ نحو أربع سنوات لم تتلق أيوب أي دعوة إلى المشاركة في أي برنامج أو مهرجان، ما جعلها تعيش البطالة اضطرارا بعد سنوات طويلة من العطاء أغنت خلالها الخزانة المغربية بمجموعة من الأغاني التي جعلتها في أواخر ثمانينات وتسعينات القرن الماضي واحدة من بين نجمات الصف الأول في المغرب. وتقضي نادية أيوب يومها في البيت تنتظر أن يُطرق بابها أو يرن هاتفها، ولكن أحدا لم يعد يتواصل معها منذ مدة طويلة، فلا أحد يتصل بها سواء للاطمئنان على صحتها أو لدعوتها إلى المشاركة في عمل جديد. «أعطيت الكثير للفن في بلادي، ورفضت أن أهاجر حين سنحت لي الفرصة»، تقول نادية أيوب بحسرة، وهي تتذكر سنوات مجدها، مبدية أسفها على الوضع الذي صارت تعيشه اليوم، مبرزة أنها ومنذ أربع سنوات لم تشارك في أي عمل، ولم تتم دعوتها إلى أي برنامج ولا مهرجان. «ربما يعتقدون أنني مازلت مريضة، ولكنني، الحمد لله، وبفضل الرعاية الملكية، أصبحت بخير»، تقول أيوب قبل أن تؤكد أنها تواصلت مع مسؤولين في القنوات الوطنية والمهرجانات وغيرهم إلا أنها لم تتلق أي رد من طرفهم، «معظم التظاهرات الفنية اليوم كما أرى يشارك فيها الشباب فيما جيلنا ركن في الرف». وشددت أيوب، في تصريحها ل«اليوم24»، على حاجتها الماسة إلى العمل، «أنا المعيلة الوحيدة لعائلتي ولابنتي المطلقة والأم لطفلتين» تقول أيوب بغصة، مبرزة أن الفن كان دوما مصدر دخلها الوحيد، «قبل سنوات كنت مريضة ولم يعد مصدر الرزق هذا متوفرا، ولكنني والحمد لله صرت بخير منذ أربع سنوات، ولكن مع ذلك بقيت منقطعة عن العمل قسرا». نادية أيوب التي سبق لها عام 1988 الفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان القاهرة الدولي للأغنية والموسيقى العربية، كانت تعد من أهم المطربات المغربيات أواخر ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وقدمت مجموعة من الأغاني خلال مسيرتها الفنية التي توقفت بشكل اضطراري عام 2010 حين أصيبت بمرض أثر على حبالها الصوتية، وأجبرها على التوقف عن الغناء، وكان الملك محمد السادس قد تدخل حينها وتكفل بمصاريف علاجها. بعد ذلك تعرضت أيوب لأزمة صحية أخرى بسبب التهاب المفاصل، وقد تمكنت بعد ذلك من التغلب على أزمتها الصحية لتجد نفسها بعد غيابها القسري بسبب المرض تواجه تغييبا إجباريا عن وسائل الإعلام وعن التظاهرات الفنية لأسباب تجهلها