حصل "اليوم24″، على معطيات من مسؤول أمني رفيع، تفيد أن حجم الكوكايين، الذي تم حجزه من قبل الأجهزة الأمنية المغربية، مساء أمس الأحد، بسواحل مدينة الداخلية، يتعدى طنين، وقيمته تفوق 120 مليار سنتيم في السوق السوداء المغربية. وكشف ان العملية، أدت أيضا إلى اعتقال مجموعة من المهربين، وحجز قوارب. وأفاد ان التحقيق لازال متواصلا، إذ من المنتظر أن يطيح برؤوس كبيرة تستغل رخص الصيد البحري لإدخال كميات كبيرة من الكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية إلى المغرب. المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أشار في بلاغ له إلى أنه أحبط "إحدى أكبر وأخطر" عمليات تهريب المخدرات القوية، أمس الأحد، بسواحل مدينة الداخلة، وذلك عبر عملية نوعية مشتركة مع كل من الدرك البحري والبحرية الملكية المكلفة بمراقبة المياه الإقليمية. المصدر ذاته، وصف تلك الشحنات ب"القياسية وغير المسبوقة من مخدر الكوكايين"، مضيفا أنها كانت قادمة من إحدى دول أمريكا اللاتينية، قبل أن يتم شحنها في عرض المياه الإقليمية في اتجاه سواحل مدينة الداخلة على متن باخرة صيد مسجلة تحت اسم ZHAR2 وعدد 634B-، علما أن مالك هذه الباخرة موضوع بحث في قضية مماثلة. وتم إيقاف العقل المدبر لهذه العملية والمالك الأصلي للباخرة، حيث تبين أنهما من ذوي السوابق القضائية، في ميدان تهريب المخدرات ويستغلان شركات تجارية تنشط في مجال تصدير الأسماك كغطاء وواجهة لممارسة أنشطتهما الإجرامية. وتم وضع المعنيين بالأمر رهن تدابير الحراسة النظرية، تحت الإشراف المباشر للنيابة العامة المختصة، وذلك من أجل تعميق البحث معهما والكشف عن امتدادات هذه الشبكة على المستوى الوطني والدولي. وأفادت المعطيات ذاتها، أن البحث لازال جاريا من أجل تحديد هويات باقي الأشخاص المشاركين والمساهمين في هذه القضية، وتقديم كل من ثبت تورطه أمام العدالة. الخبير الأمني في الشؤون الأمنية والعسكرية، عبد الرحمان المكاوي، أوضح ل"اليوم24″ أن "المغرب كان يعتقد أنه بلد العبور، لكن ارتفاع النشاط السياحي الداخلي جعل من المغرب بلدا مستهدفا من قبل المافيا، التي أصبح تروج للكوكايين في المدن السياحية المعروفة باستقطابها للسياح الأجانب". وأشار أيضا، إلى أن هذه المافيات تربطها علاقات بالتنظيمات الجهادية، التي تمتهن كذلك التهريب، بل أكثر من ذلك تحلله تحت ذريعة بيعه، "لأنه سيذهب إلى الأجنبي الكافر". وعليه، "هناك تحالف ضمني ما بين الإرهاب بمختلف أشكاله والمنظمات الإجرامية العابرة للقارات والحدود".