كشفت الأحداث الجارية في مصر تناقضا صارخا بين رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزارة الخارجية. فقد أطل رئيس الحكومة من مؤتمر دافوس بسويسرا ليقول إن ما يحدث في مصر ضد جماعة الإخوان المسلمين، دون أن يسميها، «إقصاء»، وإنه: «ليست هناك قوة في العالم تستطيع إقصاء قوة حقيقية أفرزها الشعب»، قبل أن يستدرك بالقول كذلك إن الشعوب عندما تنتخب منتخبين، سواء كانوا إسلاميين أو علمانيين أو حتى شيوعيين، فهي تنتظر منهم إصلاحات لتحسين أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية وليس أسلمتها من جديد، في محاولة منه لإمساك العصا من الوسط. مقابل ذلك، كان موقف الخارجية المغربية واضحا في التعبير عن مساندة المرحلة الانتقالية التي يقودها الجيش بعد الانقلاب على الرئيس السابق محمد مرسي. فبعد التعبير عن وقوف المملكة «إلى جانب مصر الشقيقة في مواجهة آفة الإرهاب وكل أشكال التهديد لاستقرارها وأمنها»، استطرد البيان بالقول إن هذه العمليات «تحاول أن تُقوّض عملية الانتقال الديمقراطي الجارية في مصر». وكان بنكيران قد مثل المغرب في مؤتمر دافوس، أول أمس، حول «الوفاء بالوعود في شمال إفريقيا»، والذي حضره أيضا رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، والباجي قايد السبسي رئيس الحكومة السابق من تونس، إضافة إلى عمرو موسى من مصر، وقد هنأ بنكيران الشعب التونسي على نجاحه في تبني دستور جديد منذ قيامه بالثورة قبل ثلاث سنوات.