لا تزال الأرض تهتز في إيطاليا تحت أقدام سكان جهة أبروتسو، وماركي، وأومبريا، الذين غادر الآلاف منهم منازلهم للاحتماء بأماكن خصصتها الوقاية المدنية لهم (حوالي 26 ألف شخص). وتوالت الهزات الأرضية في إيطاليا، منذ يوم الأحد الماضي، حين سُجلت أقواها، والتي بلغت قوتها أزيد من ست درجات على سلم ريشتر، لتهتز من جديد، ليلة الأربعاء/ الخميس حوالي الساعة الواحدة بقوة 4. وتسببت الهزات الأرضية، التي شهدتها مناطق وسط إيطاليا، في خسائر مادية وبشرية، إذ راح ضحيتها 300 قتيل، في غشت الماضي، وانمحت قرى، ومداشر من الوجود، ولم يبقَ منها سوى الدمار. وكانت بعض البنايات صمدت، التي خلال زلزال غشت الماضي، إلا أنها مع توالي الهزات في الأيام الماضية، سقطت. وخلف الزلزال، بالإضافة إلى هدم منازل السكان، خسائر فادحة في البنيات التحتية، والمآثر التاريخية، التي تعود إلى مئات السنين، إذ انهارت كنائس، ومآثر عريقة. وعلى المستوى الجيولوجي، تسببت الهزات الأرضية، التي حدثت في عمق حوالي 8 كيلومترات، في تشقق جبل في منطقة "كاستيل سانت أنجيلو" في إقليم ماتشيراتا، إلى شطرين. كما لوحظت ظاهرة غريبة في منطقة "سانتا فيتوريا إن ماتنينانو" في إقليم "فيرمو"، ذلك أن الأرض أفرزت عبر تصدعاتها نوعا من الوحل الرمادي اللون. وقال "رومانو راستيللي"، نائب رئيس بلدية البلدة لوسائل الإعلام، إنه "لا تتوفر له إلى حدود الساعة أي معلومات عن الوحل الغريب"، وفي المقابل، أكد المسؤول ذاته أنه تم أخذ عينات منه لتحليله في مختبر علمي، ومعرفة هل يتعلق الأمر بوحل بركاني أم بماذا؟ ومن جانب آخر، أدت الزلازل المتوالية (أزيد من 700 هزة، منذ غشت الماضي) إلى خسوف الأرض، وهبوطها في مناطق كثيرة بخمسين إلى سبعين سنتميترا عن مستواها العادي، خصوصا في بلدة "نورتشا"، مركز زلزال، غشت الماضي، والتي دمرها بالكامل.. وبلغت مساحة الأرض، التي شملتها هذه الظاهرة حوالي 130 كيلومتر مربع، حسب ما أورده "المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين" في إيطاليا.