بقلم: عماد الأزرق رأى عدد من المحللين السياسيين أن الولاياتالمتحدةالأمريكية, بعد أن وجدت الاصطفاف الشعبي بعد ثورة 30 يونيو, وإتمام أولى مراحل خارطة الطريق, تحاول بشكل مجتهد في ترميم علاقتها مع مصر من الأبواب الخلفية. وأتمت مصر المرحلة الأولى من خارطة الطريق, بإجراء الاستفتاء على الدستور الجديد يومي 14 و15 يناير الجاري, وأعلنت نتيجته يوم السبت الماضي بتأييد 98.1 في المائة من المصوتين للدستور الجديد. وأكد هاني الجمل مدير مركز الكنانة للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الادارة الأمريكية عادة لها مواقف معلنة تواجه بها العالم وتسايره, في نفس الوقت الذي تفتح فيه أبوابا خلفية لتوفيق أوضاعها مع الأطراف المختلفة التي تمر علاقاتها معها بتوتر. وأوضح الجمل لوكالة أنباء (شينخوا) أن وفد الكونجرس الامريكي الذي زار القاهرة مؤخرا للتهنئة بإجراء الاستفتاء على الدستور الجديد, هو من بين هذه الأبواب الخلفية التي تسعى لترميم العلاقات المتصدعة بين واشنطنوالقاهرة. وقام وفد أمريكي يضم ثلاثة أعضاء بالكونجرس وستة دبلوماسيين بزيارة القاهرة لعدة أيام, تابع خلالها عملية الاستفتاء على الدستور, والتقى خلالها بالرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور ووزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي. وحرص الوفد قبل أن يغادر القاهرة صباح يوم الاثنين على تقديم التهنئة للمسؤولين المصريين على إتمام المرحلة الأولى من خارطة الطريق معربا عن أمله في إتمام باقي المراحل بنفس النجاح. وأعلن النائب دانا روراباكر, عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي ورئيس الوفد في تصريحات للصحفيين بالقاهرة, أنه يعتزم تقديم مشروع قرار للكونجرس بعد عودته والوفد المرافق له لدعم الحكومة الانتقالية, وسير مصر للأمام في اطار خريطة الطريق نحو الانتخابات والعمل لدعم التعاون المصري - الامريكي, والاعتراف بالتقدم الذي تم في مصر. وفيما يتعلق بما اذا كان مناقشة أحد لجان الكونجرس الأمريكي لاعادة تقديم المساعدات الامريكية مجددا لمصر بعد الاستفتاء على الدستور يعد مؤشرا على تغير الموقف الامريكي من مصر, أشار هاني الجمل الى أن الادارة الأمريكية أدركت أن تعليق مساعداتها اللوجستية لمصر سيزيد من التعاون بين مصر ودول الخليج, خاصة بعد التسهيلات التي قدمتها الولاياتالمتحدة لايران خلال مفاوضات (5+1). وأوضح الجمل أن واشنطن أدركت أن التعاون المصري الخليجي المتزايد سيفقدها نفوذها في منطقتين بالغتي الأهمية وهما منطقة الخليج, فرغم وجود قواعد عسكرية لها, الا أن سياسة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط أصبحت تواجه بانتقادات حادة من قبل مسئولي الخليج. وأضاف أن الادارة الأمريكية أدركت أيضا انها خسرت نفوذها بمصر باعتبارها حليف استراتيجي لها بالشرق الأوسط, وأنه لايمكن إتمام أي إتفاقية سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين, أو إتمام أية تسوية بالشرق الأوسط بعيدا عن الرعاية المصرية. ونوه الى أن الولاياتالمتحدة تتحرك نحو مصر على أساس "ما لا يدرك كله لايترك كله", و"الاعتراف بالأمر الواقع", مشيرا الى أن أمريكا وجدت أن ما يحدث في مصر هو استجابة للإرادة الشعبية, لذلك فهي تحاول أن تمد جسور التعاون مع مصر. واكد النائب دانا روراباكر, عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الامريكي خلال تواجده بالقاهرة, أن "واشنطن تريد المضي قدما في الشراكة العسكرية مع مصر وتقديم المساعدات التي تم تجميدها". وأكد أن مصر تسير في الطريق الصحيح, وهي تسير نحو دولة أكثر استقرارا وحرية ورخاء, اكثر مما كانت عليه قبل عام مضى. من جانبه أكد الدكتور يسري العزباوي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية على أن سياسة الولاياتالمتحدة تحكمها دوما المصالح, وأنها ستتعاون من يأتي الى السلطة في مصر, ان استقر له الحال, اذا ما وجدت أن ذلك يحقق مصالحها في المنطقة. وأوضح العزباوي لوكالة أنباء (شينخوا) أن واشنطن تتابع باهتمام بالغ الوضع بمصر, وقدرة الحكومة على اجراء الاستفتاء على الدستور بنجاح كبير, والاقبال والتأييد الشعبي غير المسبوق عليه, بما يكشف حجم التأييد الشعبي الكبير لخارطة الطريق. وأضاف أن انتقال الحكومة المصرية في تنفيذ خارطة الطريق من مرحلة لأخرى مدعومة ومؤيدا من الشعب سيدفع الولاياتالمتحدة, للتراجع عن مواقفها تجاه مصر, ودعم النظام الجديد, خاصة وهي تتابع إصرار مصر على استكمال خريطة الطريق التي وضعتها وصولا للحياة الديموقراطية. وأعلن الجيش المصري في 3 يوليو الماضي مدعوما من قوى سياسية وشبابية ودينية "خارطة الطريق", التي أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي, وعطلت الدستور, وحلت مجلس الشورى. ومن المقرر أن يعلن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور خلال ساعات, موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وايهما اولا, تمهيدا لتنفيذ الخطوتين التاليتين من خارطة الطريق.