تناولت الصحف الإيطالية خبر وفاة محسن فكري، بائع الأسماك الذي مات "مطحونا" في شاحنة للنفايات بالحسيمة، والإحتجاجات التي فجرتها هذه الواقعة المأساوية. ونشرت هذه المنابر صورا للتظاهرات، لكنها تفادت نشر الصورة الصادمة لجثة بائع السمك، وهو في شاحنة النفايات بسبب بشاعتها، رغم إشارتها إلى أن الصورة "غزت" مواقع التواصل الإجتماعي وتبادلها آلاف الأشخاص عبر العالم. وكتبت جريدة "لاستامبا"، التي تصدر من مدينة تورينو، مقالين بالمناسبة، الأول بعنوان "إحتجاجات واسعة إثر مقتل بائع متجول.ماذا يحدث بالمغرب؟"، كشف فيه الصحفي "فيليبو فيميا" تفاصيل مقتل بائع السمك "محسن فكري"، وتحدث المنبر عن أن وفاة فكري تسببت في خروج مئات الآلاف من الأشخاص في عدة مدن مغربية في احتجاجات لم يعرف البلد مثلها منذ إندلاع "ثورات الربيع العربي". وأشار صاحب المقال إلى أن الحدث أعاد إلى الأدهان حادثة إحراق البوعزيزي لجسده، التي فجرت تونس، وأفرزت ثورات في دول المنطقة، والتي أفلت منها المغرب بسبب إقدام الملك على مجموعة من الإصلاحات. وتضمنت نفس الجريدة مقالا تحليليا آخر بعنوان "شبح البوعزيزي يهز المغرب"، حاولت فيه الصحفية "فرانشيسكا باتشي" مقارنة واقعتي محمد البوعزيزي ومحسن فكري. وذكرت على أن الأخير لم يكن يرد الإنتحار بل كان يريد إسترجاع السمك "الذي رماه الشرطي المتغطرس في شاحنة النفايات". ووصفت الإحتجاجات بأنها "صدى متأخر للربيع المجهض سنة 2011". كاتبة المقال قالت إنه يجب "إنتظار الأيام القادمة للتعرف على الطريقة التي سيهدىء بها العاهل المغربي الغضب، هل سيكون بتعديلات وتنازلات، كما حدث من قبل"، لكنها بالمقابل حذرت مما سمّته "مبرهنة البوعزيزي" لأن "حادثة وفاة فكري لها دلالة كبيرة..". وأشارت الكاتبة الإيطالية إلى أن "الأجيال الجديدة بالمغرب تسير بسرعة أكبر من تعديلات الملكية التي تراقب الإقتصاد والمؤسسات الحيوية في البلد"، "دون نسيان التضييق على حرية الصحافة". من جانب آخر، كتبت جريدة "إل فاطو كوتيديانو" المقربة من بيبي غريللو، زعيم حزب "حركة الخمس نجوم"، مقالا حول الموضوع تحت عنوان "المغرب.بائع يُطحن داخل شاحنة للنفايات: إحتجاجات ضد الأمن في كل البلد..". وتناولت المادة الصحفية الموضوع من زاوية اخرى، وبعد أن أكدت أن هناك روايات غريبة في هذه الحادثة التي لم تتضح بعد كل تفاصيلها، مفادها ان أحد الأمنيين هو من أمر بتشغيل محرك شاحنة النفايات "وطحن السماك" الذي كان يحتج ضد إتلاف سلعته"، وهي رواية غير صحيحة. وركزت الجريدة على سلمية الإحتجاج، كما نقلت تفاصيل وصور جنازة "محسن فكري" التي حضرها حوالي 40 ألف شخص، وعرجت على تدخل الملك محمد السادس وتكليفه وزير الداخلية بفتح تحقيق حول القضية لتهدئة الوضع.