تردد أحمد، والد فاطمة الزهراء، كثيرا، قبل أن يقرر اللجوء لطلب عون المحسنين والجمعيات الخيرية، لإنقاذ فلذة كبده، التي أقعدها المرض، وجعلها عاجزة عن الحركة، بل عن قضاء حاجتها، أو التوجه مع أقرانها إلى المدرسة، حيث تقضي يومها تبكي أمام باب بيت أسرتها، الكائن بدوار "عين عبدون" بجماعة بني وليد في تاونات، في انتظار من يدق باب أسرتها، ويخلصها من محنة مرض فرض عليها منذ 8 سنوات، ملازمة الفراش، والعيش في عزلة بعيدا عن عالم قريناتها. يحكي أحمد، رجل في عقده الخامس، معاناته مع فاطمة الزهراء، ويعود إلى البدايات الأولى، وبالضبط إلى سنة 2008، وهو تاريخ ولادة فاطمة الزهراء، موضحا في تصريح ل"اليوم24″، أن مشكل ابنته له ارتباط بأطرافها السفلى، فضلا عن مرض أصابها في الظهر، وجعلها عاجزة عن ضبط عملية التبول، حيث تظل في حاجة لاستعمال حفاظات بشكل مستمر، وهو ما جعله يعيش محنة حقيقية، يؤكد الأب، ودموع الألم تغالبه، لأنه وجد نفسه عاجزا عن تقديم العلاج لابنته، التي بدأ اليأس ينخرها شيئا فشيئا. ويضيف أحمد، الذي يمتهن البناء، قطعت مع فاطمة الزهراء رحلة علاج طويلة، بدأت بإجراء عملية جراحية في ظهرها، لكن "المشكل الذي يؤرق ابنتي هو أنها لا تقوى على الحركة والمشي، وتذرف الدموع كلما رأت أطفال القرية ذاهبون إلى المدرسة"، قبل أن يوجه نداء للمحسنين والجمعيات الخيرية، للتكفل بعلاج ابنته، وتشخيص طبيعة مرضها، لأنه لم يعد قادرا على تحمل المزيد من نفقاتها. وفي الوقت الذي يناشد أحمد المحسنين للتكفل بابنته، وإعادة البسمة لمحياها، يستغرب لقرار إغلاق مدرسة دوار "عين عبدون"، التي كانت جزء من أمل فاطمة الزهراء، التي كانت تأمل في الالتحاق بمقاعد الدراسة ولو زحفا، لكن إجبار أطفال الدوار على التوجه إلى مدرسة المركز، يضيف الأب، جعل حلم فاطمة الزهراء يتبخر، لتضاف محنة المرض إلى محنة الجهل والأمية.