يصطحب الكثيرون هواتفهم الذكية وأجهزتهم اللوحية إلى غرف نومهم، فيتصفحون بعض مواقع الإنترنت أو يلقون نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو قد يمارسون إحدى ألعاب الفيديو، هذه الأنشطة التي يقوم بها هؤلاء تهدف حسب اعتقادهم إلى مساعدتهم على النوم بطريقة أسرع، إلا أن دراسة حديثة كشفت عكس هذا الاعتقاد الشائع تماماً. يقول طبيب الأعصاب في جامعة توماس جيفيرسون بفيلاديلفيا جورج براينيارد لصحيفة نيويورك تايمز، إن الاعتقاد بأن شاشات الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية تعمل بمثابة مخدّر مخطئ للغاية، ويعود ذلك إلى الضوء المنبعث منها. ويشير براينيارد إلى إن أشعة الضوء ترتبط لدى الإنسان مع اثنين من الهرمونات، الميلاتونين الذي يحفز على النوم، والكورتيزول الذي يبعث في الشخص النشاط للقيام بعمل ما. تعتمد معظم الأجهزة الحديثة على شاشات بتقنية "إل إي دي" التي أثبتت العديد من الدراسات أنها تطلق موجات غير مرئية من اللون الأزرق تقوم بخفض مستوى هرمون الملاتونين في الجسم، وبالتالي يصعب على الأشخاص الذين يتعرضون لها الاسترخاء والراحة. ومن المعلوم أن قلة النوم تؤدي إلى آثار صحية مدمّرة، ومنها مضاعفة خطر التعرض للأزمات القلبية وتلف الأعصاب وزيادة الوزن، وغيرها من الأمراض. وينصح براينيارد بضرورة إغلاق جميع المصابيح في غرف النوم للحصول على الراحة التامة، ذلك أن الجسم يقيس مستويات الأشعة الشمسية التي يتعرض لها الشخص خلال النهار، ويطلق هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم.